تدوين

«تدوين»... لمن يرى بالسرد سبيلاَ!

الكاتب كقرصان يبحث عن الكنز

الكاتب كقرصان يبحث عن الكنز

البحث عن الهوية أقف على الشاطئ وقدماي تلامسان زبد البحر. خلف ظهري هناك العائلة والأصدقاء وهموم الحياة. جميعنا حضرنا لنودّع أيام الصيف التي تتسم بالمرح لنستقبل سوياً موسم تساقط أوراق الشجر وبداية الخريف. أمام عينيّ يتأرجح قارب صغير بوتيرة تشبه...

محمد عصام الدين

اقتفاء الأثر

جذابة فكرة أن لمعنى الأثر، أثراً جميلاً، ذلك لأنه معنى تفاؤليّ، يولد بدون أن تدري به النفوس غالباً، فلا تشعر بمخاضه في الحال، ولا تشعر بسريانه في الحاضر من زمانها. هو كالشبح الذي يتبدّى كلما تقرّب من المستقبل. هكذا يفعل ما تظنه مضى، فالمرور العابر ليس...

رياض ملحم

البحث عن فضاءات للهروب

البحث عن فضاءات للهروب

تشملُ كلمة «قاعة» أكثر من معنى؛ أحدها الأرض المُستوية، المُطمئنة عمّا يُحيط بها من الجبال والتلال الصغيرة، تنصبُ إليها مياه الأمطار، فتنبتُ العشب. يشتبكُ هذا المعنى اللغوي مع تعريف جاك لاكان لقاعة السينما، بأنها تمثّل «رحم الأم» إذ يجلس كل مُشاهد بجوار...

إسلام العزازي

يان بروخل: الهروب من «الجحيم»

يان بروخل: الهروب من «الجحيم»

أشاهد الجحيم في كل لحظة أحياها في عالمنا العربي. في كل لحظة أنت عرضة لتكون ضحية هالكة، وفي أفضل الأحوال إذا نجوت من الكوارث والأزمات، ستكون معرّضاً لترى بأمّ العين أقصى أنواع المشاهد ألماً. الواقع الذي نعيشه يشبه الجحيم، وقد ولّد لديّ شكلاً من أشكال...

مهند عبد العظيم

مسرح فلسطيني «بديل»

مسرح فلسطيني «بديل»

قبيل عرض «جريمة في المأوى»، المسرحية الأخيرة التي شاركت فيها والتي عُرضت في حزيران وتموز من العام الحالي في مدينة رام الله، كنا قد خضنا أنا وبقيّة الزملاء من فريق العمل، دورات تحضيرية مكثفة حيث كنا نتدرب يومياً لأكثر من خمس ساعات طوال أيام الأسبوع. في...

هنادي عدامة

 «الشاعرية» كمهنة عيش

«الشاعرية» كمهنة عيش

حضاراتنا النيوليبرالية تضيق ذرعاً بالخصوصية والتعددية مهما كانت أشكالهما. حضارة اليوم مملّة بشكل فظيع. بتّ ترى ناطحات السحاب، ومطاعم «ماكدونالدز»، وهيبرماركات الـ«ايكيا» على امتداد خريطة العالم. الشركات والمصانع يتكاثرون، يفتحون فروعاً لهم في كل بقعة...

الياس شابور

ملاك الموت يحرس الطريق

ملاك الموت يحرس الطريق

سواء علمت أم لم تعلم أنّك في كلّ مرّة تخرج فيها إلى الشارع فأنت مُعرّض أن لا تعود. في كل مرّة تفتح باب منزلك لكي تدخل منه، يُسجّل اسمك في عداد الناجين. إن ملاك الموت، حاصد الأرواح، له «بَسطة» ينتقي منها ضحاياه: في كلّ حيّ فرعي وعلى أرصفة أوتوسترادات...

أحمد دقة

 سيرة قاصّ حاول أن يكتب عن هويته

سيرة قاصّ حاول أن يكتب عن هويته

سؤال الهوية في الأدب!هذا السؤال الذي أرهقني منذ وعيت عليه... أخاف أن يكون أكبر مني ولا أعطيه حقه مهما كتبت... ولكن لي طلب أن يسمع الحاضرون وبالأخص أولئك الذين يرتدون معاطف الأقلام الحديثة ولو كلمة أو جملة ينتفعون بها داخل بحر الأمواج الأدبية العاتية....

سعيد فتاحين

 التونسي الذي حصل على الـ«شينغن»

التونسي الذي حصل على الـ«شينغن»

حصلت على تأشيرة لعبور منطقة الـ«شنغن» (Schengen) كما يُقال عنها. هكذا يسمّون مجموعة الدول التي اجتمعت على أساس لا وجود له. عالم الـ«شنغن» تجمعهم لغات مختلفة، وجوه مختلفة، طبيعة مختلفة، طعام مختلف، موسيقى مختلفة، شتائم مختلفة، وثقافات مختلفة. يختلفون،...

صابر المنتصر

«أنا وشادي» وأنت

«أنا وشادي» وأنت

خريطة القراءة: كتب هذا النص أثناء مرور سيارة تاكسي قرب «قهوة الحج» أمام المعهد التقني في منطقة طرابلس. كان الرجال في القهوة يتراشقون النكات التي تطال أزمات البلد وكرسيّ الأزمة: «لعن الله الكراسي»، فإذا من بعيد، وبصوت عالٍ قادم من مكبرات الصوت داخل...

محمد شحادة

تفوح من قمامة بيروت رائحة أثريائها

تفوح من قمامة بيروت رائحة أثريائها

تقفز من رصيف إلى آخر على تقاطع «بشارة الخوري» في محاولة للنجاة بحياتك من محاولة دهس غير متعمّدة، تعبر تحت إشارة مرور مُطفأة فيما يسند رجل البوليس عمود الإنارة بظهره، ضجرٌ ينتظر مرور الوقت، غير آبه بتنظيم حركة السيّارات التي تتخبّط عشوائياً في أربعة...

أحمد دقة

مدوّنة مصوّرة | آخر ساهري بيروت

مدوّنة مصوّرة | آخر ساهري بيروت

كلّ شيء يتناهى في الظلام ويواجه احتماليّة انقضائه. الكائنات أيضاً، إن وُجدت، ستتراءى وهي تدير أظهرها، وتسير بإرادتها نحو الانطفاء، مذعنة للوحدة كسرّ لكلّ الحقائق المتكشّفة في العتمة. كل شيء يمضي في الليل. اللمبات الشحيحة تتسرّب من اللافتات والشرفات....

غيث الأمين

 الجسد المغيّب

الجسد المغيّب

الموضوع هنا أقرب إلى تعقيبٍ سوسيولوجي منه إلى مقالة تمرّ مرور الكِرام. إنّي أحاول جاهدةً تصديق أن جمالنا يكمن في أننا غير كاملين، أن النقص الذي فينا هو ما يشكلنا وأن غرابتنا هي ما تجعلنا على ما نحن عليه، لا نشبه أحداً. إذا حصرنا كل ما سبَق وقلناه...

سالي زخيا

انتبه...صالونك معروض على الملأ

انتبه...صالونك معروض على الملأ

من دون سابق إنذار، يرى نفسهُ حديث الساعة. ومن دون أن تُعطي قاطِرة نجم الـ«تيك توك» إشارة، يجد فجأةً، غرفة جلوسه معروضة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. يزيل نجم «تيك توك» الغطاء عن حميمية المجالس. يصوّر عن كثب حركة الحنّك، يُظهر كيفية المضغ، ينقل...

أحمد دقة

13 نيسان: سيرة ذاتية

13 نيسان: سيرة ذاتية

بعد ثمانية أولاد، ها هي والدتي تشاهد تلفزيون لبنان ببطن متكوّرة. «لحن الخلود» كان فيلم السهرة، وبطله فريد الأطرش، بشخصية وحيد، الرجل الذي يهتمّ بابنتيّ صديقه بعد وفاته. تحبّه إحداهما دون أن يشعر بأي شيء تجاهها. مع تصاعد أحداث الفيلم، بدأت آلام المخاض...

عبد الحليم حمود

 عاشوا في الفندق... ماتوا في الفندق

عاشوا في الفندق... ماتوا في الفندق

الفندق كما القطار، وعقارب الساعة، كيان يختزن أبعاداً شعرية ناضحة بالاغتراب. لطالما كانت غرف الفنادق مساحات غجريّة للعابر السريع، فلا يمتلك شيئاً هنا، ولا يمتلكه شيء. يومان، ثلاثة، أسبوع، هي أزمان قصيرة لا تغوي الدماغ ليفتح لها ملفّاً تحت خانة الحنين....

عبد الحليم حمود

 المهزلة اللبنانية في عودها الأبدي

المهزلة اللبنانية في عودها الأبدي

يستيقظ الصباح ويتركنا نياماً، وفي الخارج أقدام تزحف، كل العالم أقدام. قدمان، أربعة، ستة وثمانية على طابور خُبز، ستّة عشر قدماً على باب صيدليّة تبيع دواءً مفقوداً. أحذية، شعبٌ من الأحذية يدوس على المكابح بغضب تحت أشعّة الشمس الحارقة. في المنزل أقدامٌ...

أحمد دقة

 العيش مع التنين

العيش مع التنين

«الرحم مثل حيوان داخل حيوان» - أريتايوس عادة ما يصل التنين ليلة اختفاء القمر. أشعر بوخز في ساقي اليسرى، إشارة تبدأ قبل ساعات قليلة وتنذر بأن التنين على وشك الوصول، ثم تبدأ الانقباضات أسفل بطني بقليل، وتنتقل إلى ظهري مع شعور قوي بالصداع...

إليان الأميوني

(السهرة الأخيرة 1)

(السهرة الأخيرة 1)

كانت الدنيا غائمةً غيمَ آخر الصيف. غيمٌ موحش آخرَ الصيف، دكنة السماء تكشفك، تذكّرك بالنهايات منذ الطفولة.. وريح ممتعضة جَموح، ريح دخيلٌ واضحة. اجتمعنا بسياراتٍ خمسٍ أو ستّ.. من يَذكر!؟ جلسنا نحيط بالضحك، ويحيط بنا حُزنٌ عارِف. يشدّنا ضحكٌ غريب نصنعه...

محمد هاشم

حسابك عند الدون كورليوني

حسابك عند الدون كورليوني

لا يكاد أوّل الشهر يطلّ برأسه حتى يتأهّب الدون «فيتو كورليوني»، صاحب موّلد اشتراك الكهرباء، متسمراً خلف مكتبه القابع في قلب الحيّ. يجلس على كرسيّه مثل أي صاحب مقامة، لا ينقصهُ سوى قطّة ليُداعبها في حجره، يستقبل بضحكته الصفراء، وتعابير وجهه المهيبة...

أحمد دقة