هذا عصر المرايا، هكذا يمكن اختصاره. المرور في الشارع مثلاً، يعرّضنا إلى عدد لا يُحصى من الإشارات: تلك يافطة، هذه ورقة نعوة، هذا حذاء، وهناك جملة على الحائط، أحدهم تلقّاها على أنها فعل أمر، فيما مارّ آخر اعتبرها دعابة. «إشارات» هي محاولة لرصد، وكشف، وزعزعة الظواهر العيّانية واللامرئية على السواء. هي تمرين على اقتفاء دلالات الأشياء، وتتبّع أثرها وتأثيرها ومعانيها المتبدّلة، على قاعدة أن ليس كل ما يظهر أمامنا بالضرورة هو ما عليه حقاً.