شكّل «طوفان الأقصى» متغيّراً إستراتيجياً مفصلياً في حركة الصراع، دفع العدو إلى محاولة احتواء مفاعيله عبر شنّ حرب على قطاع غزة. وأسهبت تقارير أميركية وإسرائيلية في الإشارة إلى مداولات شهدتها مؤسسة القرار السياسي والأمني في إسرائيل، ومع واشنطن، حول إمكانية استغلال هذا الحدث لشنّ حرب على حزب الله. ومن يعرف كيان العدو والمنطق الذي يحكم خياراته فلن يُفاجأ بمثل هذا الطرح الذي يتّسق مع أولوياته بضرورة التخلص من حزب الله باعتباره التهديد الإستراتيجي الأول، بحسب التوصيف الرسمي لجيش العدو. كما أن منطق توظيف أي حدث في اتجاه ساحات أخرى، أمر مألوف لدى كل الأطراف الدولية والإقليمية. طرح هذا الاقتراح، في هذا التوقيت، يعود إلى فكرة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وعدد من كبار ضباط الجيش والمنظومة الأمنية، باستغلال الحضور العسكري الأميركي المباشر واستعداد الجمهور الإسرائيلي لتقديم خسائر بفعل التعبئة الداخلية نتيجة التداعيات الضخمة لـ«طوفان الأقصى»، وتوظيف كل ذلك لمعالجة التهديد الذي يمثّله حزب الله، قبل الانتقال إلى المقاومة في قطاع غزة، انطلاقاً من تقديرات بأن ذلك قد يساهم في إضعاف المقاومة في فلسطين.