وشهدت مدن نابلس وطولكرم وقلقيلية شمالي الضفة، أبرز عمليات الاقتحام تلك، حيث تعرّضت قوات الاحتلال لإطلاق النار خلال اقتحامها منطقة صوفين في قلقيلية. أيضاً، شهدت بلدة حبلة جنوبي المدينة مواجهات عنيفة، توازياً مع اقتحام جيش العدو مخيم نور شمس شرقي طولكرم، حيث سُمعت أصوات إطلاق نار واشتباكات، وتصاعد الدخان جرّاء إلقاء قوات الاحتلال قنابل دخانية، بينما جرى تجريف البنية التحتية في شوارع المخيّم، عقب اقتحام حاراته وتحديداً المدارس وجبل النصر وجبل الصالحين وشارع المقبرة.
لا تزال التقييمات الأمنية في شأن الأوضاع في الأراضي المحتلة في شهر رمضان، تشغل قادة أجهزة الاحتلال الأمنية
وفي مدينة نابلس، اقتحم مستوطنون قبر يوسف في المنطقة الشرقية من المدينة، وهاجموا عدداً من منازل المواطنين، على غرار الهجوم الذي شُنّ قبل أيام على منازل الفلسطينيين ومركباتهم في قرية برقة قرب رام الله. وعلى هذه الخلفية، اندلعت اشتباكات مسلّحة بين المقاومين وقوات الاحتلال، التي دفعت بالمزيد من الآليات إلى المنطقة لمحاصرة منطقة قبر يوسف، وذلك بهدف تأمين دخول المستوطنين المتطرّفين لتأدية طقوس تلمودية. أيضاً، شهدت أحياء متفرقة في نابلس مواجهات مع جنود العدو، الذين اقتحموا المدينة لتفجير منزل الشهيد معاذ المصري في حي المخفية. ولهذه الغاية، أجبرت قوات الاحتلال سكان عمارة المصري والمنازل المحيطة بها على إخلائها، قبل أن تشرع الفرق الهندسية في أعمال الحفر وزرع المتفجرات داخل الشقة، فيما دارت مواجهات عنيفة في الحي، أصيب على إثرها 15 فلسطينياً بالاختناق جراء إطلاق قوات العدو قنابل الغاز.
وفي ضوء استمرار التصعيد الميداني، لا تزال التقييمات الأمنية في شأن الأوضاع في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتلّ في شهر رمضان، تشغل قادة أجهزة الاحتلال الأمنية، والذين عقدوا، أول من أمس، تقييمات مشتركة وجديدة للوضع الأمني، وتحدثوا عن تعزيز التنسيق بين الأجهزة الثلاثة، «والجاهزية العمليّاتية لمواجهة أيّ سيناريو، إلى جانب الرغبة في السماح بحرية العبادة» في المسجد الأقصى لفلسطينيي الداخل المحتلّ وعدد محدود من فلسطينيي الضفة. وذكرت إذاعة الاحتلال أن الجيش و«الشاباك» يصرّان على موقفهما من الصلاة في الأقصى، ويسعيان إلى تغيير موقف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بعدما صادق الأخير على تحديد عدد المصلين من فلسطينيي الداخل، بفعل ضغوط مارسها عليه وزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير.
وستقدّم الأجهزة الأمنية، خلال مباحثاتها مع نتنياهو، تقارير تفيد بأن «احتمال حدوث تدهور أمني في الضفة مرتفع، وإذا حصل ذلك، فإن ثمة شكاً في إذا كنّا سنتمكّن من إيقافه في موازاة القتال وانتشار القوات في مجمل الجبهات»، أي في قطاع غزة، ومقابل الحدود اللبنانية. كما ستشمل تلك التقارير معطيات حول ارتفاع عدد العمليات المسلّحة في الضفة والقدس بنسبة 80% خلال السنة الأخيرة. وفي هذا الإطار، نقلت إذاعة الجيش عن مسؤول أمني رفيع، قوله إن تفجُّر الأوضاع في الضفة والقدس، خلال رمضان، سيؤثّر في الوضع في غزة والحدود الشمالية، وإنه «سيتم وقف القتال في هاتين الجبهتين، ونقل قوات من غزة والشمال إلى الضفة». وأضاف المسؤول الأمني أن «بن غفير لا يدرك المخاطر»، متابعاً أنه خلال المداولات مع نتنياهو، «سيطالب الجيش والشاباك بمصادرة القرار في شأن اقتحام قوات للمسجد الأقصى من أيدي الشرطة»، ما يعني تحييد بن غفير عن اتّخاذ قرار كهذا أو التأثير على اتّخاذه.=