بغداد | باءت جهود «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني للحصول على إدانة للقصف الإيراني لمواقع الأحزاب الكردية الإيرانية المسلّحة التي تنطلق من العراق، بالفشل، بعدما رفضت القوى العراقية الأخرى المتمثّلة في مجلس النواب، الانجرار إلى ما يريده الحزب لأغراض تخصّ سيطرته على إقليم كردستان، وسعيه الدائم للتفرّد بحُكمه. ويعترف القيادي في الحزب، وفاء محمد كريم، في تصريح إلى «الأخبار»، بأن «الجلسة كانت خحولة جدّاً، ولم يَصدر أيّ موقف أو قرار شجاع» لمواجهة الهجمات الإيرانية المستمرّة يومياً؛ «كوْن قوى الإطار التنسيقي مُوالية لإيران وتقبل بالانتهاك وإذلال الشعب العراقي المتواصل خلال عقدَين من الزمن»، داعياً إلى «اللجوء إلى المنظّمات الدولية والدول الحليفة لمحاولة فرْض عقوبات كبيرة على إيران وتركيا»، ووقْف عمليات القصف.وفي المقابل، يقول القيادي في «تحالف الفتح»، سلام حسين، لـ«الأخبار»، إن «الذي بالإمكان الإفصاح عنه ممّا دار في الجلسة المغلَقة، هو أن كلّ الأطراف الحاضرة، الشيعية والسُّنّية والكردية والتركمانية والمستقلّة، عبّرت عن رفضها واستنكارها للقصف العشوائي وتجاوُز الحدود الدولية العراقية، الذي يُقدِم عليه الجيش التركي بين الفينة والأخرى بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني التركي، وعمّا قريب سيَصدر قرار برلماني عراقي بهذا الخصوص»، مضيفاً أن «تحالف الفتح يرفض رفضاً قاطعاً التجاوز على حرمة وسيادة الأراضي العراقية من قِبَل أيّ دولة من دول الجوار الإقليمي، وفي المقابل يدعو إلى عدم السماح لأيّ جهة معارِضة بالانطلاق من الأراضي العراقية أو اعتبارها ممرّاً للتجاوز على دول الجوار الإقليمي، وبالخصوص تركيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية»، مشدّداً على أن «على رئيس الوزراء، باعتباره القائد العام للقوّات المسلّحة وحكومة إقليم كردستان، التنسيق والسعي الجادّ لمعالجة هذا الأمر بالطُّرق الدبلوماسية مع الدول المعنيّة».
«الكردستاني» يريد اللجوء إلى المنظّمات الدولية والدول الحليفة لفرضعقوبات على إيران


وفي حين تحدّث نواب في «الإطار التنسيقي» عن احتمال زيارة رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، لإيران وتركيا قريباً لبحث الأوضاع على الحدود مع الدولتَين، عقدت الحكومة العراقية اجتماعاً بحضور رئيس «البيشمركة»، اتّخذت خلاله قراراً بإعادة نشر قوّاتها على حدود البلاد مع كلّ من إيران وتركيا، وفق خطّة تُوضع «بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق ووزارة البيشمركة»، بحسب بيان صدر بعد الاجتماع. وتستهدف الخطّة منْع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارِضة من تهريب السلاح إلى داخل إيران عبر الحدود مع إقليم كردستان، لاستغلال التظاهرات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية، ومنها المناطق الكردية، لإثارة العنف وتعميم الفوضى فيها. ويأتي الإعلان عن ذلك بعد كلام وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عن أن «حكومة العراق المركزية اتّفقت مع إيران على إبعاد الجماعات الإرهابية عن الحدود الإيرانية، وأعلنت التزامها بذلك، لكي لا تكون هناك حاجة إلى اتّخاذ إجراءات مباشرة».
وبهذا، أصبحت سلطات إقليم كردستان أمام الاستحقاق: فإمّا أن يَجري منْع الأحزاب الكردية الإيرانية من الانطلاق في عملها ضدّ الجمهورية الإسلامية من كردستان العراق؛ وإمّا أن طهران تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها من خلال القصف المباشر لمقارّ تلك الأحزاب، حتى القضاء على التهديد الذي تمثّله للأراضي الإيرانية.