على رغم التشاؤم الذي ظلّل الجولة السابعة من مفاوضات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران، يبدو أن هذه المفاوضات ستتواصل على أيّ حالٍ، خصوصاً بعدما أحرز أطرافها، أخيراً، تَقدُّماً طفيفاً، تَمثّل في التوصّل إلى إطار مشترك ستُبنى عليه الجولات المقبلة. إلّا أن إلقاء نظرة إلى عُمق الخلافات وجوهريّتها، فضلاً عن السياق المحيط بالمحادثات سواءً لناحية الوضع الصعب الذي تعيشه إدارة جو بايدن أو لناحية الضغط المُسلّط عليها من إسرائيل ولوبيّاتها، يبدو كفيلاً بجعْل المراقب يتوقّع انتكاسة، آجلةً إن لم تكن عاجلة، لمحاولات بْعث الاتفاق. مع هذا، لا تزال واشنطن تُعلّق آمالاً على الدبلوماسية، واضعةً رهاناً - قد يبدو غريباً - على نوع من التقاطع الروسي - الصيني معها في الدفْع في اتّجاه «ضبط» سلوك المفاوِض الإيراني. لكن في حال فشَل الرهان الأميركي - وهو ما يبدو الأرجح خصوصاً في ظلّ نزوع الإدارة الحالية إلى تكثير أعدائها -، لا يبدو أن لدى الولايات المتحدة خطّة لليوم التالي، باستثناء العودة إلى سياسة «الضغوط القصوى»، وذلك خلافاً لما تريده تل أبيب من خيارات عسكرية دراماتيكية، لا يزال الأميركيون على قناعتهم بلا جدواها، ومحدودية المصلحة الكامنة فيها