القاهرة | لندن | عبر حساباتهم على تويتر، أطلق الدعاة الإسلاميون هجمة على «الغد العربي» فاحتلّت لازمة واحدة تغريداتهم أمس: «إطلاق قناة «الغد العربي» من لندن المتخصصة في تشويه الإسلام السياسي». لكن ما هي هذه المحطة التي أطلقت بثّها التجريبي أخيراً وتملك مكاتب في القاهرة وبيروت، وتتخذ من لندن مقراً رئيسياً؟ التقارير الإعلامية التي انتشرت، رأت في القناة ذراعاً إعلاميةً للإمارات في حربها على الإخوان المسلمين وتقف في مواجهة قطر («الجزيرة» حكماً) الداعم الأوّل للمدّ الإخواني. وتابعت أنّ تمويل المحطة إماراتي يأتي من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة في الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ويشارك فيها أربعة مستثمرين خليجيين ومستثمر مصري. وتفيد التقارير أنّ المشروع يقوم على تحالف بين قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، والسياسي الفتحاوي المقيم في أبو ظبي محمد دحلان، وأحمد شفيق المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية المصرية المنفي في دبي منذ الصيف الماضي. لكنّ مصدراً مقرّباً من شفيق نفى لـ«الأخبار» ما تردد عن مشاركته في تمويل القناة.
وبينما انطلقت تساؤلات عن حاجة ضاحي خلفان والنظام الإماراتي لإطلاق فضائية جديدة، رغم توافر عدد كبير من القنوات في دبي، ما زال محمد دحلان الاسم الأكثر التصاقاً بالقناة، وفق مصادر عدة تكلمت معها «الأخبار» بين القاهرة ودبي ولندن. المصادر نفسها أكّدت أنّ المحطة يتم تقديمها باعتبارها «فلسطينية ليبرالية منوعة» ويتولى رئاسة تحريرها باسم الجمل الآتي من قناة «العربية». علماً أنّ الإعلامي زكي شهاب تولّى المشروع في بدايته قبل أن يغادر اثر خلافات مع القائمين على القناة. الخلافات أيضاً امتدت لتحرم «الغد العربي» من جمانة نمور الغائبة عن الشاشة منذ مغادرتها «الجزيرة» قبل ثلاث سنوات. عبر صفحتها على فايسبوك، قالت الإعلامية اللبنانية إنّها كانت قد وافقت فعلاً على الانضمام إلى القناة خلال المرحلة التأسيسية. لكنّ تعديلات معينة دفعتها إلى ترك المشروع. حتى الآن، ينطلق البث التجريبي لـ«الغد العربي» بين القاهرة ولندن. الأخيرة هي المقرّ الرسمي للمحطة، حيث يقع الاستديو في بناية مقر جريدة «الحياة» في حيّ هامر سميث القريب من هاي ستريت كنسينغتون التجاري. وكانت الجريدة السعودية التي عانت من الأزمة المالية، قد جمعت موظفيها في طبقة واحدة، وعمدت إلى تأجير باقي الطبقات من بينها الاستديو السابق لبثّ قناة «ال. بي. سي. الحياة» بعد فك التعاون بين المؤسستين. هكذا، حصلت عليه «الغد العربي» التي ترفع شعار «أخبار اليوم برؤية الغد». ويتم حالياً تصوير بعض البرامج التجريبية في القاهرة، أبرزها برامج «صباح الغد»، و«فنون»، و«ملفات الغد». كما ستكون هناك نشرات إخبارية على رأس الساعة وبرامج ومسلسلات، ما ينفي مبدئياً كون القناة إخبارية، وسط تساؤلات عن مدى الكفاءة التي ستتمتع بها بشكل يجعلها قادرة على حصار المشروع الإخواني إعلامياً. وعلمت «الأخبار» أنّ العديد من مذيعي التلفزيون المصري، منهم حاتم حيدر، ومنى أبو الغيط، وشيراز الوفائي قد انتقلوا إلى «الغد العربي» لتقديم برنامج «صباح الغد»، إلى جانب المذيعة شيماء السباعي التي قدمت العديد من البرامج قبلاً. وفيما امتنع العاملون في مكتب المحطة في القاهرة عن الإدلاء بأيّ تصريح، يجري حالياً وضع اللمسات النهائية على استديو القناة داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، على أمل انطلاق البث المباشر لبرامج المحطة في بداية آذار (مارس) المقبل... ورغم أنّ القائمين على المشروع يتكتّمون على أجندة هذا المشروع الإعلامي، إلا أنّه يمكن بسهولة توقّع ما ستكون عليه مؤسّسة ترتبط بمحمد دحلان.

تردّدات «الغد العربي»: 11977 عمودي 27500 نايل سات