بعدما ترك بصمة لافتة وأثبت نجاحه مراراً، غادر المنتج السوري تمّام سلامة شركة «كلاكيت» وتفرّغ لتأسيس منصّة عربية اسمها «تين تايم»، وافتتاح مكاتب واستديوات لها في سوريا، ومن ثم أطلق شركة إنتاجه الخاصة «دراما شيلف» وعلى الرغم من أنّ «تين تايم» لم تحقّق منذ انطلاقتها قبل سنوات عدّة الجماهرية المرجوّة، على الأقل في سوريا، إلّا أنها أنتجت مجموعة مسلسلات آخرها «العرّافة» (عشارية ــ كتابة حمزة اللحّام وإخراج يزن شربتجي) الذي عُرض تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على غزّة، فلم يلق حتى الآن الصدى المطلوب! غير أنّ شركة «دراما شيلف» اختارت فترة الهدنة لتدعو الصحافة ليوم تصوير مع نجوم مسلسلها الجديد «المهرّج» (10 حلقات ــ كتابة بسّام جنيد إخراج رشا شربتجي ــ بطولة: باسم ياخور وأمل بوشوشة وديمة الجندي وغزوان الصفدي وروعة السعدي).المكان هو درا الأوبرا، والمناسبة كانت جلسة تصوير طويلة لإنجاز بوستر المسلسل.
«الأخبار» كانت حاضرة وناقشت بدايةً فكرة التعهّد الذي طلبت الشركة المنتجة من الصحافين توقيعه وينضوي على إلزام كل تقرير إعلامي ذكر شركة الإنتاج، وهو ما أثار ملامح بلبلة. لكنّ سامر المصري رأى أنّه «في تجربة سابقة وقعت الجهة المنتجة في مأزق عندما دعت أهل الإعلام إلى موقع تصوير مسلسل، فراحت الحوارات تدور مع هؤلاء النجوم عن أعمال أخرى ومعطيات مختلفة من دون ذكر واضح وصريح للجهة الداعية والعمل الذي يتم تصوير تلك التقارير في كواليسه».
على أي حال، وصل النجوم تباعاً وأجروا أحاديثهم باستثناء روعة السعدي التي لم يفهم أحد سبب هروبها من الكاميرات.
تحكي المخرجة السورية رشا شربتجي لنا عن سبب تبنّيها للنص: «جذبتني الحكاية ولفتتني طريقة حياكتها الذكية، خصوصاً أنها تنحو باتجاه البساطة بأسلوب محكم ومقنع... رغم أنه لم تعد لدي قدرة على إدارة أعمال العنف و الجريمة بسبب قسوتها، لكن هذا العمل لا يقترح العنف كجوهر حكائي، إنما يلعب في الكواليس الخلفية لحيثيات جريمة غامضة، ويترك الاحتمالات مفتوحة حول من ارتكبها... ليدفع المشاهد نحو تحليل الأحداث». وتضيف مخرجة «شوق» (كتابة حازم سليمان) أنّها كانت ترغب في العمل مع «دراما شيلف» وتكرار التجربة مع تمام سلامة وسامر المصري اللذين رافقاها بأعمال ناجحة أنتجت حينها لصالح شركة «كلاكيت».
من جانب آخر، تشرح شربتجي أنّها تميل دائماً لمنح فرص للوجوه الشابة، وهو ما يتكرر الآن مع إبراهيم الشيخ وبلال قطّان اللذين يلعبان دورَين رئيسيَين.
أما الكاتب بسام جنيد، فيوضح أنّ نصّ عشاريته ينطلق من «جريمة قتل سببها الحب، بينما تتوزّع الشكوك على سبع متهمين، لدى جميعهم دوافع قوية جداً لارتكابها، والأهم أنّ هناك أدلة جنائية تربطهم بها». ويتابع: «تتصاعد الحكاية بإيقاع سريع جداً من دون توقّف المفاجآت، على أن تتجه أصابع الاتهام كل مرة إلى شخصية مختلفة. ثم نصل للحظة ذروة عالية يفترض أنها تحدث صدمة مع انكشاف الحقيقة».
من جانبها، تشير النجمة ديمة الجندي إلى أنّها ستلعب شخصية «فدوى»، وهي سيدة تغلب عليها الإيجابية في تفاصيل حياتها اليومية: «تتقاطع مع شخصيات عدّة قدّمتها سابقاً، لكن الفرق هنا سيراه المشاهد كونها امرأة بسيطة جداً وتمتلك في الوقت نفسه مكامن قوة لافتة وتختار دعم زوجها (باسم ياخور) بشكل مطلق وتذهب معه للحدود القصوى كونها تثق بمن قررت مقاسمته حياتها».
يفصح لنا النجم باسم ياخور عن بعض ملامح شخصيته، مؤكداً أنّه يجسّد دور «محام خاص، يقتحم ببراعته القانونية كواليس قصة بوليسية، ثم يبدأ بتحليل خيوط الحكاية لدوافع عدّة تخص علاقته بهذه الجريمة والحالة الشخصية المرتبطة به مهنياً... يحاول بناء سياج حول نفسه ليكون محميّاً من التهاوي الذي تتدحرج إليه القضيّة. الشخصية جديدة بالمطلق بالنسبة لي وقد بنيتها بالشراكة مع مخرجة تعرف كيف تحرّض أفضل ما لديك وتهتم بأدقّ التفاصيل لتصيغ حالة غنية».
أما النجمة الجزائرية التي بنت شهرتها في الدراما السورية، أمل بوشوشة، فتفضل في دردشتها السريعة معنا ألا تكشف شيئاً عن بنية شخصيتها بل تركّز حديثها على الحكاية: «كنت أمام نص لطيف يغزل الدراما المتصاعدة فيه على نول الحالة البوليسية المليئة بأحداث مشوقة التي تشتبك فيها كل الخطوط، ضمن إيقاع سريع... والأهم أنّ المسلسل ليس تقليدياً إذ نُفّذ بشكلٍ مختلف عبر عشر حلقات فقط».
وأخيراً، يكتفي المنتج تمّام سلامة بالتنويه بأنّ العمل سيكون مطروحاً للتسويق على مجموعة كبيرة من الفضائيات، مشدداً على وضع «خطة تسويقية محكمة ستنفّذ بدقة».