الإعلام اللبناني يتباكى على «الحريرية السياسية»

  • 0
  • ض
  • ض
الإعلام اللبناني يتباكى على «الحريرية السياسية»
طرح برنامج «عشرين 30» مصير الحريرية السياسية و«مستقبل تيار المستقبل»

صحيح أن الذكرى الـ17 لاغتيال رفيق الحريري هذا العام، بدت باهتة مع غياب المهرجانات والتحشيد الاعلامي والشعبي، وقرار اعتكاف نجله سعد الحريري. الا أن هذه المرة، اتسمت الذكرى بأبعاد سياسية واضحة، أعيد من خلالها طرح ما يسمى بالحريرية السياسية. مع غياب الحريري الإبن عن المشهد السياسي والإنتخابي، ومحاولة دخول شقيقه الأكبر هذه الحلبة، والإنقسام الذي خلّفه هذا المشهد إعلامياً، والأسئلة التي ما زالت تطرح حول مصير «تيار المستقبل» ونوابه وجمهوره أكان في الحياة السياسية أو الإنتخابات النيابية، برز أمس، طرح الحريرية السياسية، ليس من باب المساءلة وتصويب النقاش حولها، بل كفرصة تعيد تعويم مشروع رفيق الحريري في التسعينيات وتسعى الى امتداحه، وأيضاً كفرصة لإلقاء السهام على «حزب الله». واصلت mtv، تباكيها على هذا المشروع، وأوردت في مقدمة نشرة أخبارها، بأن «الحزن سيد الموقف»، وبرأيها هو «حزن مزدوج» على الحريري ورفاقه، وعلى ما وصلت اليه «الحريرية السياسية بعد 17 عاماً على اغتيال مؤسسها ومطلقها». تباكي قناة «المر» على الحريرية السياسية، دخل من باب «حزب الله»، وسوق الإتهامات له بـ «اغتيالها». تقرير إخباري، اتسم بكثير من السذاجة في ربط الأحداث وأيضاً بلغة تحريضية واضحة، عبر توجيه أصابع الإتهام الى الحزب باغتيال الحريري الأب «جسدياً» والحريري الإبن «سياسياً»، عبر «عرقلته» تشكيل الحكومات، و«اقحامه في التدخلات الخارجية في الخليج وسوريا»، واستكمل التقرير اتهاماته، للحزب بتصدير الكبتاغون، الى «الأشقاء العرب»، واصداره «مواقف عدائية» تجاههم. وأنهى التقرير بدعوة الى «ايقاف حزب الله قبل اغتياله لبنان؟». على ضفة lbci، التي انتهت من عرض سلسلة «التاريخ الذي لم يرو» (اعداد جاد غصن)، في نشراتها الإخبارية، وسعت من خلاله كما تقول الى اعادة توثيق مراحل الإنهيار الإقتصادي والمالي، والتصويب على «أمراء الحرب والمال»، من دون أن تدين بشكل مباشر الحريرية السياسية، أو مشروع رفيق الحريري، الذي كان المدماك الأساسي للإنهيار... طرحت المحطة أمس، في برنامج «عشرين 30» مصير الحريرية السياسية، بعد 30 عاماً على إطلاقها، و«مستقبل تيار المستقبل»، مع اعتكاف زعيمه. كان لافتاً التقرير الذي عرض في الحلقة، ووصف الحريري الأب بـ «أبرز وجه سياسي في مرحلة ما بعد الطائف»، وبأنه «حمل مشروعاً استثمارياً جديداً لإعادة الإعمار». التقرير تحدث عن «خط اقتصادي اكثر ليبرالية» مدعوم دولياً ويحمل «مشاريع اقتصادية». هكذا، بمعادلة بسيطة يغسل الإعلام يده من مشروع الحريرية السياسية، ويستثمر في ذكرى اغتيال الحريري، لتمرير الرسائل السياسية وضروب التحريض، وتلميع صورة هذا المشروع الذي أوصلنا اليوم الى الإنهيار الشامل في البلاد.

0 تعليق

التعليقات