في الفترة الماضية، كانت للسفيرة الأميركية دوروثي شيا إطلالات مكثّفة على شاشات لبنانية فتحت لها الهواء للإدلاء بمواقف تحريضية من شأنها إحداث فتنة في البلاد، تزامناً مع تنافس بعض القنوات المحلّية على استضافتها، إمعاناً في كسر قرار القاضي محمد مازح بمنع ظهورها إعلامياً تحت طائلة الإقفال. من بين هذه المحطات lbci التي خرجت علينا أخيراً بشريط ترويجي لـ«الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» (USAID). شريط (60 ثانية) تعرضه المحطة خلال النهار على شاشتها، من دون الإشارة إلى أنّه مادة إعلانية، ويُظهر مجموعة شهادات من مزارعين وعمّال وأصحاب مشاريع صغيرة يشكرون الوكالة المذكورة على دعمها. يبدأ الشريط المعنون InThisTogether# بهذه العبارات: «منذ أكثر من عشرين عاماً تدعم الحكومة الأميركية من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان قطاع التمويل الأصغر لتعزيز الفرص الاقتصادية». ثم تتوالى شهادات المستفيدين من التمويل الأميركي، لينتهي الفيديو بعبارة قيلت على لسان امرأة محجبة: «الإيد اللي بتعطي أحسن من الإيد اللي بتاخد». هكذا، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تؤجّجها الضغوط الأميركية، يأتي هذا الشريط الترويجيّ في إطار محاولة تلميع صورة الأميركيين في بلادنا، وإظهارهم كداعم للفئات الصغيرة والمهمّشة. ولا شك في أنّ لتركيز المقطع المصوّر على الزراعة والصناعات الغذائية دلالة واسعة، في وقت يتّجه فيه اللبنانيون إلى قطاعات كهذه في محاولة سبل للعيش بعيداً عن الغلاء المستفحل واقتراب شبح الجوع.