طوني خليفة: «سكوب» ولو على ظهر الطفل المغتصب!

  • 0
  • ض
  • ض
طوني خليفة: «سكوب» ولو على ظهر الطفل المغتصب!
حذف فيديو المقابلة عن كافة حسابات البرنامج وحساب خليفة الشخصي

يغيب طوني خليفة هذه الأيام عن شاشة «الجديد»، في برنامجه الأسبوعي «طوني خليفة» ويتجه صوب تطبيق انستغرام، ليقدم هناك حلقات برنامجه في صيغة يعتقد أنها الأجدى في هذه الفترة، حيث الدخول في عوالم السوشال ميديا والبث المباشر، لكنه، بطبيعة الحال الأمر محفوف بالمخاطر، سيما أن البرنامج الذي يصنّف نفسه على أنه «اجتماعي» يتكىء على نسب المشاهدة، عدا أن عدداً لا يستهان به من المتابعين غير ضليعين بالتفاعل ومشاهدة بث الحلقة عبر التطبيق المذكور. ورغم هذه المخاطرة، الا أن البرنامج ما زال يعتمد على لعبة التسويق لفقراته إما عبر عناوين فاقعة، أو عبر «سبق» صحافي يطل به للمرة الأولى على الشاشة. أمس، روّج بطفرة لاطلالة الطفل السوري الذي تعرّض للإغتصاب وأضحت قصته قضية رأي عام تخطت الحدود اللبنانية، مع انتشار فيديو الحادثة المأساوية على السوشال ميديا. بعيد انتشار الإعلان الترويجي، راحت جهات صحافية وحقوقية تناشد البرنامج بحجب هذه المقابلة، نظراً لأوضاع الصبي النفسية الصعبة، وحفاظاً على حقه الذي يكفله القانون الدولي لحقوق الإنسان، في عدم خرق خصوصيته وانتهاك كرامته، او اقله تمويه وجهه وصوته. لكن ظلت هذه المناشدات بدون جدوى، فانطلقت الحلقة على انستغرام وانتشر بعدها الفيديو الذي صوّر مع الصبي ووالدته، وسط تباه واضح بهذا السبق، والصاقه بعبارة «مقابلة حصرية». لكن صباح اليوم حذف عن كافة منصات البرنامج وحتى عن حساب خليفة الخاص، بعد حملة الكترونية طالته وغضب عارم ساد وسائل التواصل الإجتماعي. حذفت المقابلة، التي ظهرت فيها والدة الطفل، وهي تتحدث عن حادثة الإغتصاب التي لم تكن تدري فيها الا بعد عامين على حدوثها، جراء انتشارها على المنصات التفاعلية. كذلك أطل الصبي الذي طلبت منه المعدّة (زهراء فردون) ادارة ظهره كي لا يظهر على الكاميرا، علماً أن صوته كان واضحاً، وسرد التهديدات التي تعرّض لها من قبل المغتصبين في حال كشف عن حادثة الإعتداء الجسدي عليه. المقابلة أيضاً، كشفت غياب الأب عن المنزل منذ أن كان الصبي/ الضحية صغيراً جداً، وعن مأساة أخرى عائلية داخل هذه الأسرة. هكذا، غلبت الحملات الالكترونية ولو بعد حين، على جموح «طوني خليفة» واستقتاله على تحقيق سبق صحافي، ولو على حساب الأخلاقيات الإعلامية، التي غابت امس، عن البرنامج وحضرت متأخرة بعد ارتفاع الأصوات المندّدة بانتهاك حقوق الطفل واللعب على قضية عالية الحساسية ما زالت جراحها مفتوحة الى هذه الساعة.

0 تعليق

التعليقات