منذ دخول «قانون قيصر» حيّز التنفيذ يوم الأربعاء الماضي، وأنظار الإعلام السعودي تتجه الى «حزب الله» كما النظام السوري. قبل القانون الأميركي، سعت المنصات الخليجية الى استخدام ورقة التأليب في الشارع اللبناني، وتحميل «حزب الله» مسؤولية تدهور الليرة اللبنانية مقابل الدولار، ووصول الوضع الى ما بات عليه بشكل مأساوي. وجاء «قيصر» ليشكل رافعة أساسية لهذه المنصات من خلال تعويلها على اشتداد الخناق أكثر على الحزب كما في الداخل السوري. ضمن ما أسمته بـ «التغطية الخاصة»، أفردت «العربية/ الحدث» أمس أكثر من خمسين دقيقة، لتطرح سؤالاً حول ما إذا كان «حزب الله سيعوض خسائره من جيوب اللبنانيين؟». مساحة خصصت لتناول الوضع المعيشي والنقدي اللبناني، مع التركيز على الحصار الدولي وسلسلة العقوبات التي تطال الحزب، عبر «شبكاته المنتشرة في القارات». من واشنطن، برلين، بيروت ودبي، شملت التغطية مراسلين وصحافيين، تحدثوا عن مسار واحد، يجزم بأن حزمة العقوبات الأميركية والحظر الدولي على «حزب الله» سيدفعانه الى «اللجوء الى جيوب اللبنانيين لتعويض خسائره»، ومحاولة إيجاد البدائل، وان كان ــ بحسب الشبكة السعودية ــ قد استعمل أموال اللبنانيين وودائعهم في الحرب السورية، ودعمه مالياً للنظام السوري! تستخدم «العربية/الحدث»، مشاهد وقوف اللبنانيين في طوابير الصرافين، ووصول الأغلبية الساحقة منهم الى خط الفقر، لتبث تحريضها وتصوير هذه الأوضاع على أنها نتيجة قرار من «حزب الله» بنيته «تعويض خسائره» وأزمته المالية، من جيوب اللبنانيين، وعبر تغطيته للفساد المستشري في الدولة. من جديد، تضع القناة السعودية اللبنانيين من خلال هذه البروباغندا أمام تحمّل قرار الحزب بوقوفه «بجانب النظام السوري وفي وجه قانون قيصر» وما سيترتب عن ذلك من تبعات حول هذا القرار، في مسار لا يختلف عما مارسته قبلاً من اثارة النعرات داخل الجسم اللبناني لتصفية حساباتها السياسية.