تتكرر اعتذارات «منا وجر» في موسمه الحالي، وتحذف مواده التي بثت على الهواء، بعد السقطات المتكررة التي يوقع نفسه بها. البرنامج الذي تجرأ واستنسخ اسكتشاً من البرنامج المصري الشهير «البلاتوه» في سرقة موصوفة قبل ثلاثة أعوام، ضمن فقرة «من كل نادي عصا» لنادي أبو شبكة، توالت بعدها سقطاته. انزلقت مرة الى التنميط الطبقي، كما حصل قبل عامين مع الشخص نفسه أي أبو شبكة، الذي اختزل شريحة الفقراء بلباس «البروتيل» وركوب الدراجة النارية، وبعدها قام زميله بيار رباط بـ «فقش» البصل بجبينه، ليزيد الطين بلّة في التعبير عن هذه الشريحة. طال النقد وقتها المحطة بأنها تتوجه حصراً الى الطبقات الميسورة. وأخيراً، وضع البرنامج وتحديداً الفقرة التي تصنف نفسها ضمن الكوميديا في مرماه الشيف انطوان الحاج، ضمن حفلة تهكمية انزلقت صوب السوقية الممزوجة بالسماجة، واقتحام الحياة الشخصية للشيف المعروف. وأمس، جاءت حادثة جديدة أجبرت البرنامج المذكور على حذف الفقرة على منصات القناة الإلكترونية.

الفقرة تناولت العاملات الأجنبيات، وقد ارتدى أبو شبكة زي العاملة الأجنبية، وطلى سحنته باللون الأسود، ودخل الاستديو على وقع الأغنية العنصرية لإيلي أيوب «هالبنت السيريلنكية». استكتش اتسم بالعنصرية وبغياب أي حسّ أو إدارك لما يقدّم على أنه يندرج شكلاً ومضموناً ضمن إطار التمييز العرقي والطبقي. في الأستديو وبعد انتهاء الفقرة، تدّخل باسم يوسف الذي حضر طيلة الحلقة، ليعترض على مضمون ما قاله أبو شبكة، ويصنّفه ضمن خانة العنصرية، وسط صمت من بقية الفريق على ما شاهده، وحتى من رباط نفسه، الذي لم يدرك فداحة ما أقدم عليه زميله. لذا عاد وسأل يوسف عن سبب اعتراضه، وتدخلت دوللي غانم، لتزيد الطين بلّة عندما اعتبرت أن العاملات الأجنبيات مستفيدات من الوضع الحالي بما أنهنّ يقبضن بالدولار! وبعد الحملة المستهجنة على السوشال ميديا، رد «منا وجر» على تويتر، معتبراً أن الفقرة هدفت الى «سرد قصة عائلة لبنانية من خلال عيون مساعدة في المنزل»، ولم تكن «النوايا التمييز أو عدم احترام مدبرة المنزل أو المساعدة». ولفت الى أن المقطع قد أزيل من الموقع الإلكتروني. سمّى البرنامج «السيريلنكية» هنا، بـ «مساعدة منزل»، فقد هبطت فجأة المصطلحات الصحيحة، لتجنب أفخاخ التمييز، بعدما نال «منا وجر» نصيبه من الهجوم، لتتراكم بدورها السقطات من العنصرية، الى السطو على حقوق الملكية الفكرية، واستسهال التصويب على كرامات الناس، وتتوالى بعدها سلسلة الإعتذارات وحذف المقاطع المسيئة، من دون الشروع الى معالجة جذرية تتعلق بذهنية البرنامج أكثر منه كسقطات متفرقة تحدث كل حين!