عاد الجدال حول اقتحام نجوم الدراما عالم تقديم البرامج التلفزيونية إلى الواجهة في سوريا، بعدما استعانت قناة تلفزيونية خاصة بممثلة لتقديم برنامج تلفزيوني يناقش أسباب «تدهور» الإعلام السوري. هكذا، ظهر أداء الفنانة السورية رنا شميّس باهتاً، ولم يقدّم أي إضافة تذكر، وبدت كضيفة شرف في البرنامج إلى جانب الإعلامي اللبناني تمام بليق. شميّس التي أطلّت في رمضان الماضي في مسلسل «دقيقة صمت» (كتابة سامر رضوان، وإخراج شوقي الماجري)، كانت صامتة تقريباً طوال الحلقة، باستثناء قراءة الأسئلة من الورقة، والتعقيب بالموافقة على كلام الضيوف، من دون وجود حسّ نقدي واضح، يتطلبه هذا النوع من البرامج الإشكالية. بدوره، لم يخرج صاحب برنامج «بلا تشفير» عن أسلوبه المعتاد في قناة «الجديد»، من حيث محاولة إحراج الضيوف بالأسئلة، وإن كان نمط البرنامج هذه المرة مختلفاً عن نوعية برامجه السابقة.
قدّم برنامج «لازم نحكي» على تلفزيون «لنا» وعداً للمشاهدين في بداية الحلقة الأولى بأن يتطرق لمواضيع لم يتم طرحها من قبل. بدأ بصناعة البرامج التلفزيونية في سوريا، وطرح سؤالاً كبيراً في بداية الحلقة: ما الذي ينقص البرامج السورية لتكون مشاهدة كالدراما السورية؟. انطلق البرنامج من فرضية تفوّق الإعلام اللبناني على نظيره السوري، واتخاذه كمثل أعلى، في وقت تواجه البرامج التلفزيونية اللبنانية ذاتها اتهامات بالسطحية، والاتجاه نحو الفضائح، والصحافة الصفراء، واللحاق بزوابع «الترند» على مواقع التواصل الاجتماعي!
وفي هذا الإطار، تحدث الإعلامي طوني خليفة طويلاً عن إنجازاته الإعلامية، ومزايا الإعلام اللبناني، وشخّص أزمة الإعلام السوري بـ «السقف المنخفض للحريات».
في المقابل، وصفت الإعلامية هلا المرّ المجتمع السوري بـ «المنغلق» الذي لا يتقبل كل أنواع البرامج، وعزت أسباب تراجع الإعلام السوري إلى ظروف الحرب، وعدم قدرته على استيعاب المعارضين للدولة.
المذيعة في قناة «الميادين» راميا إبراهيم رفضت فكرة تفوّق الإعلام اللبناني، ووجدت أن الإعلام السوري الرسمي متفوّق قياساً بالإعلام الرسمي العربي، فيما تحدّث المذيع في «صوت الشباب» يامن ديب عن تجربة برنامجه «مع الكبار» الذي رفع سقف الإعلام الرسمي.
وغرق الحوار في نوع من العبث، والتعاميم والآراء المسبقة، والصورة النمطية عن المجتمع السوري، وانتهى النقاش من دون الوصول إلى نتيجة، أو التطرّق للأسباب الحقيقية التي تقف وراء ضعف الإعلام السوري.
بدوره، قدّم الناشط اللبناني عبدالله عقيل مجموعة من التعليقات المستهلكة على السوشال ميديا، فيما تناول الجزء الثاني من الحلقة موضوع عمليات التجميل، قبل أن يختتم العمل بحوار مع الفنان السوري الشاب شادي أسود.
وفور انتهاء البرنامج، اشتعل الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً في الوسط الإعلامي، فيما تركّزت معظم الانتقادات على تقديم الفنانين للبرامج التلفزيونية، خصوصاً أنّ البرنامج الجديد يطرح نفسه منذ البداية ناقداً للإعلام السوري! ووجد هؤلاء أنّ الغلبة كانت للعنصر اللبناني طوال الحلقة، فيما رأى آخرون أنّه من المبكر الحكم على نجاح أو فشل برنامج من حلقته الأولى.
وخلال السنوات الأخيرة، أثارت قضية تقديم أهل الفن للبرامج التلفزيونية موجة من الامتعاض والغضب، خصوصاً في صفوف أبناء مهنة المتاعب. وبعد تجارب مبكرة لدريد لحام وعباس النوري وغيرهما، دخل سيف الدين سبيعي وشكران مرتجى إلى عالم التقديم، كما دخل أيمن رضا وصفاء سلطان على خط البرامج التلفزيونية عبر الشاشة الرسمية.
واستعان تلفزيون «لنا» منذ انطلاقته من بيروت قبل نحو عام بنجوم الدراما لتقديم البرامج، من أمل عرفة إلى أيمن زيدان، وباسم ياخور. كما استقطبت الشاشة السورية عدداً من المقدّمين اللبنانيين، منهم رابعة الزيات وتمام بليق، على أن ينضم إليها قريباً طوني بارود من خلال برنامج ألعاب يقدّمه على الهواء مباشرة.

*«لازم نحكي»: الأحد ــ الساعة التاسعة مساءً بتوقيت بيروت ودمشق على تلفزيون «لنا»