لم ينتظر وسام سعد المعروف بـ«أبو طلال» برمجة الخريف للاطلالة على قناة «الجديد»، بل سبق زملاءه ليقدّم برنامج «عمشان شو» (من الاثنين الى الجمعة قبل نشرة الاخبار). في حزيران (يونيو) الماضي، عاد الممثل اللبناني إلى الشاشة، لكنه هذه المرة حضّر جيداً خطواته ليسجّل هدفاً ناجحاً في سجلّ البرامج الساخرة والكوميدية. على طريقته الخاصة، قدّم «أبو طلال» عشرات الاسكتشات الساخرة، فإختار مواضيعها بكل حنكة لتخاطب المشاهد. هكذا، كان الممثل قريباً من الناس وحاكى معاناتهم بأسلوب ساخر، وفي كل اسكتش عالج موضوعاً آنياً بارزاً على الساحة من تعنيف المرأة إلى قضية نتائج الامتحانات الرسمية الأخيرة، وصولاً إلى ملفات إجتماعية حساسة أبرزها معاناة العاملات في المنازل والبذخ في الاعراس، كلها صاغها الممثل بأسلوب محنّك فلفت الإنتباه. رتّب «أبو طلال» عدّته بشكل جيّد، واضعاً كعنوان عريض النجاح هذه المرة. إبتعد عن الابتذال وتعلّم درساً من برنامجه السابق «أبو طلال الأجدد tv» الذي تولاه العام الماضي. صحيح أنه حافظ على ستايل «أبو طلال» الخارجي الذي يقوم على البدلة وربطة العنق والنظارات، لكنه أضفى عليه نكهته الخاصة. تحدّث في كل مقطع بالتفصيل عن قضية شائكة، وكان المتلقي يلمس شعوراً مزدوجاً يجمع بين البكاء والإبتسامة. إذ يحار المشاهد على يبكي على معاناته اليومية أم يضحك على عبارات «أبو طلال»؟ اللافت أن اسكتشات «عمشان شو» تلقى صدى لافتاً على صفحات التواصل الاجتماعي التي باتت منبراً سريعاً لإيصال الرسائل المبتغاة. رسائل موجّهة وواضحة، مع عبارات تدلّ على الحالة اليائسة التي وصل إليها المجتمع. فكّ سعد قيوده من برنامج «شي.أن.أن» (عرض سابقاً على «الجديد») وبعد سلسلة تجارب اتخذ لنفسه منحى آخر يمكنه أن يكمله بأسلوب سلس وخفيف.