قبل أيّام، وقّع الإعلامي اللبناني سامي كليب ثلاثة كتب له في «معرض دمشق الدولي للكتاب» وهي: «الرحالة.. هكذا، رأيت العالم» و «خطاب الأسد من الإصلاح إلى الحرب... أسرار وتحليل ووثائق» و «الأسد بين الرحيل والتدمير المنهج.. الحرب السورية بالوثائق السورية». احتفى الإعلام المحّلي والرسمي بمقّدم «لعبة الأمم» (تلفزيون «الميادين»)، لكنّ الرجل وجّه أوّل من أمس رسالة إلى المسؤولين في سوريا، تداولها على نطاق واسع عدد كبير من الإعلاميين ونشرتها مواقع إلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي وقد كتب فيها: «أجرت معي الزميلة صفاء أحمد لقاء كان سيبث بعنوان «إليك كتابي» وقد تحدّثت بصراحتي المعهودة، وبلا مجاملة وقلت إن ضميرنا المهني وحرصنا على حرية الفكر يقتضيان أن نصارح سوريا من قلب سوريا وليس من الخارج... لكن للأسف، علمت الليلة أن أمراً جاء من مكانٍ ما لمنع بث الحلقة، وثمة من حاول القول بأن الشريط مضروب تقنياً رغم وجود نسخة صحيحة جداً منه في مكان ما». ثم وجّه كليب مجموعة أسئلة: «هل برأيكم وزير الإعلام عماد سارة منعها، أم هناك من خشي عرضها دون قرار منع، وهل برأيكم لو أن الرئيس بشار الأسد شاهد الحلقة سيقبل بمنعها، أنا واثق أنه لن يمنعها، لا بل أعرف أنه لن يمنعها! ثم ألا تعتقدون أن الزملاء الإعلاميين في سوريا ومعظمهم من المبدعين فعلاً بحاجة إلى رفع كل تلك التعقيدات الإدارية عنهم ومنحهم أوكسيجين الحرية لكي يبدعوا، أليسوا هم من ضحى طيلة سنوات الحرب وعرّض نفسه وعائلته للموت مراراً بغية إبقاء صوت الإعلام حاضراً؟؟؟!»وختم رسالته بالقول بأن محبّته لسوريا تقتضي مصارحتها لا ممالأتها، مضيفاً: «في جميع الأحوال ما عاد عالمنا يقبل المنع، فوسائل الإعلام حاضرة، وما يُمنع يزداد نشره لكنني أقول وبصدق المحب لسوريا، ارفعوا أيديكم عن الإعلام والإعلاميين ودعوهم يتنفسون ويكتبون ويقولون ويبدعون (..) نريد لسوريا المقبلة الخارجة من سنوات الدمار والدماء والدموع، أن تعطي نموذجاً رائداً في الثقافة والإعلام».