يستعد الروائي الجزائري واسيني الأعرج (1954) لطرح جزء ثانٍ من رواية «كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد» («الآداب» ـــــ 2005)، المنتظر صدوره عن «دار الآداب» في بيروت خلال السنة الحالية. يتمحور العمل حول الأمير عبد القادر الجزائري (1808 ــ 1883) الذي قارع أولى موجات الاستعمار الفرنسي ونفي لفترة طويلة في فرنسا، قبل ترحيله لاحقاً إلى المشرق العربي تنفيذاً لاتفاق عقده مع الحكومة الفرنسية التي تلكأت في تنفيذه طويلاً. الجزء الجديد سيكون بعنوان «غريب الديار»، يتناول فترة المنفى الثاني في دمشق، بعدما تطرّق الجزء الأوّل للمنفى الأوّل في فرنسا بين قصر هنري الرابع في مدينة بو بعد معتقل لامالغ، وقصر «أمبواز» الذي قضى فيه الأمير محجوزاً.
في حديث إلى صحيفة «الشروق» الجزائرية، قال الأعرج إنّ الجزء الثاني من الرواية عن «المنفى الإسلامي في مدينة بورصا التركية»، على أن تتوقف الرواية عند قضايا شديدة الحساسية تتعلق ببعض جوانب حياة الأمير عبد القادر الإنسان، منها ماسونيته التي «يرفض الناس إلصاقها به عن جهل». وأكد واسيني أنّه اعتمد في كتابة الرواية على وثائق وأدلة على مدار سنوات كثيرة استغرقها البحث لإنجاز العمل الذي اشتغل أيضاً «على الحرب الأهلية في بلاد الشام»، إلى جانب التطرّق إلى الجانب الصوفي في حياة الأمير.
وفي الجزائز، ستصدر الرواية عن «المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية»، فيما من المتوقع أن يحل الأعرج ضيفاً على عدد من مدن ومواقع الأمير، من بينها: مليانة، معسكر، الغزوات، تلمسان، وهران وبجاية.
وكان من المفترض أن يبصر هذا الكتاب النور ضمن فعاليات «معرض الكتاب» في الجزائر في عام 2018، غير أنّ صاحبها بدّل رأيه احتجاجاً على أمور عدّة أبرزها «ما آل إليه الوضع الثقافي في البلاد».