القاهرة | لا يزال الغموض يلف المشهد في مصر، وخاصة إذا ما كانت البلاد مقبلة على انتخابات رئاسية او نيابية، في استكمال لبنود خارطة الطريق، بعدما انجز البند الأول منها، مع اجراء الاستفتاء على الدستور الجديد واقراره.وفيما كانت الأنظار تتجه إلى خطاب الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي كان يتوقع أن يعلن اجراء الانتخابات الرئاسية قبل النيابية، لم يأت أبداً على ذكر ذلك في خطابه، بعد الإعلان عن نتيجة الاستفتاء على الدستور. وكشفت مصادر سيادية مطلعة لـ «الأخبار» أن «رئيس مصر سيكون على مقعده آخر نيسان المقبل».

ووفق المصادر السيادية، فإن «الصورة لن تتضح كاملة» الا بعد تفسير الجولة المكوكية القصيرة التي قام بها وفد من اعضاء الكونغرس الأميركي، الذين تصادف وجودهم في نفس توقيت استعداد الرئيس المؤقت لتوجيه كلمة، يوضح فيها الخارطة المستقبلية من حيث المواعيد الدستورية.
معلومات رسمية كشفت أن وزير الدفاع حسم امره من الترشح، لكن خياره لن يعلن الا بعد ظهور عدد من المؤشرات، اهمها المطالبة الشعبية له بقيادة مصر، وتعديل زوايا لعبة الكراسي. وأضافت إن البحث يتناول أيضاً مصير الجيش المصري بعد ترشح قائده.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر عسكرية لـ «الأخبار» أن تغيير القادة في الجيش المصري ليس بالامر الصعب، كاشفةً أن رئيس الاركان الفريق صدقي صبحي هو المرشح الاول لإكمال مشوار الفريق السيسي، اذا أعلن الأخير ترشحه للرئاسه، فيما يتنازع كل من قائد المنطقة المركزية اللواء توحيد توفيق، وقائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي، مقعد رئاسة الاركان.
من جهة أخرى، سمع وفد الكونغرس الأميركي بوضوح من السيسي أن مبلغ المعونة الأميركية لمصر، والتي توقفت بعد إطاحة الرئيس محمد مرسي، لم يعد يشغل باله على الاطلاق، وأن المصريين لن يقبلوا ضغوطاً من اي دولة مهما كان حجمها.
وتشير المصادر لـ «الأخبار» إلى أن زيارة الوفد الأميركي «لم تكن مباركة أميركية لما تنفذه مصر من مبادئ لخارطة المستقبل، بل محاولة لاستقطاع وقت زمني تستعد فيه جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها للحشد، بعد أن ترتب أميركا أوراقها فى منطقة الشرق الاوسط من جديد لإكمال سيناريو التقسيم في المنطقة بعد الربيع العربي».
وكشفت المصادر أن «واشنطن بدأت التفاوض مع 16 شخصية مصرية مدنية ـ غير اسلامية ـ للدفع بها الى الترشح للانتخابات الرئاسية لتفتيت اصوات المصريين وخلق حالة من الفرقة بين صفوفهم».
وأوضحت المصادر أن هدف أميركا من ذلك اختراق المعسكر المدني الذي يمكن أن ينحاز لوزير الدفاع، وبالتالي تفتيت أصواته لمصلحة مرشح إسلامي يرشح نفسه في الأميال الأخيرة من السباق الرئاسي، وذلك لإن الإدارة الأميركية لن تسمح بفوز الفريق السيسي برئاسة الجمهورية، لأنه رفض تعليماتها بعدم عزل الرئيس محمد مرسي.