على قلّة الذين هنّأوا جوليان أسانج بحرّيته، إلا أن جلّهم ينتمون إلى دول أميركا اللاتينية، التي تعاملت مع قضيّة «ويكيليكس»، على مدى 15 عاماً، بصورة لافتة، خصوصاً أن الطرف الآخر منها، ليس إلا الولايات المتحدة. وتعليقاً على تحريره، هنّأ الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، مؤسّس «ويكيليكس»، عادّاً ما جرى «انتصاراً للحرية وصراع البشرية من أجل احترام حقوق الإنسان. أسانج هو مثال الشجاعة في معركة الحقيقة. العدالة دائماً تنتصر». ومن «الدولة البوليفية المتعدّدة الأقوام»، كتب الرئيس البوليفي، لوتشو آرسي: «نحتفل بتحرير جوليان أسانج بعد اضطهاد عنيف وغير مقبول ومخالفة لجوئه السياسي وسجنه. جريمته كانت الكشف عن جرائم الحرب وتلك ضدّ الإنسانية التي ترتكبها الإمبريالية. هذا الحدث يذكّرنا بأن المعركة الثورية أساسية في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية». أمّا الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، فهنّأ أسانج بحرّيته، معتبراً أن «السجن الأبدي لأسانج وتعذيبه كانا محاولة اغتيال لحرية الصحافة على نطاق العالم»، وذكّر بأن «جريمته كانت فضْح مجازر المدنيين في العراق على أيدي الولايات المتحدة، والآن تتكرّر المجزرة في غزة»، داعياً جوليان وزوجته ستيلا إلى زيارة كولومبيا وإلى «العمل نحو الحرية الحقيقية». وقال الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إن «العالم اليوم أفضل قليلاً وأقل ظلماً. جوليان أسانج حر بعد 1901 يوماً قضاه في السجن»، لافتاً إلى أن إطلاق سراحه وعودته إلى وطنه، «ولو متأخراً يمثل انتصاراً للديمقراطية والكفاح من أجل حرية الصحافة».ورأى الرئيس الإكوادوري السابق، رافاييل كوريا، الذي منح أسانج حقّ اللجوء في سفارة بلاده في لندن، قبل أن ينتهكها خلفه، لينين مورينو، ويسلّمه إلى السلطات البريطانية، أنه «مع تحرير جوليان، العالم اليوم أقلّ ظلماً بعض الشيء… في الحقيقة كان الأمر جنوناً، سلبوا صحافيّاً 12 عاماً من حياته لقوله الحقيقة… دور حكومة لينين مورينو كان فضيحة عالمية سيتذكّرها التاريخ». وبدوره، كتب الرئيس المكسيكي، «آملو»: «أحتفل بخروج جوليان أسانج من السجن. على الأقلّ في هذه الحالة، لم يكن «تمثال الحرّية» شعاراً فارغاً، بل يحيا ويفرح مثل الملايين في العالم». وكتب الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، أن «أسانج حرّ. سوف يبقى العقاب الطويل والقاسي الذي أخضعوه له بعد فضحه لجرائمهم الإمبريالية في ذاكرة الشعوب كدليل على اهتمام سجّانيه بحرّية الإعلام».