أوزيل: «يجب أن تتوضّح ملابسات الحادثة، لأن كلاماً كثيراً سال حولها»
أمّا بالنسبة إلى تركيا، فقد تولّت طائرة استطلاع من دون طيار من طراز «أقنجي» (المحارب)، وطائرة هليكوبتر ذات رؤية ليلية من طراز «جوكر»، مهامّ البحث عن موقع سقوط المروحية الرئاسية، مستجيبةً لطلب إيراني بالمساعدة. وبالفعل، كان لـ«أقنجي» الدور الحاسم في اكتشاف المكان، الأمر الذي ساعد فرق الإنقاذ الإيرانية في الوصول إلى مكان الحادثة. أيضاً، كان لمهندس الطائرة المذكورة، وأبِ المسيّرات التركية، سلجوق بيرقدار، كلمة وجدانية قبل العثور على رئيسي، تمنّى فيها أن تساعد الطائرة التركية في اكتشاف المكان، وأن يكون الرئيس الإيراني لا يزال حيّاً. وأبرزت الصحف التركية، كما برامج المحطّات التلفزيونية، دور «آقنجي» في هذا المجال، وذكرت أيضاً أن أكثر من 200 ألف متابع عبر برنامج تطبيق «فلايت رادار 24» تابعوا مسار الطائرة في المجال الجوّي الإيراني بحثاً عن مكان الطائرة المنكوبة، وهو الرقم الأعلى لمتابعي طائرة ما في الأجواء العالمية.
وأعرب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بدوره، عن شعوره بحزن عميق، معلناً استعداد بلاده لتقديم كلّ مساعدة ممكنة، آملاً أيضاً في أن تأتي أخبار جيّدة عن رئيسي. وبعدما تأكّد خبر وفاة الرئيس الإيراني، ووزير خارجيته، والطاقم المرافق لهما على متن الطائرة المنكوبة، أبرق إردوغان، عبر منصّة «إكس»، متمنّياً الرحمة لرئيسي وأمير عبد اللهيان، ومَن كان معهما. وقال إنه يرسل تعازيه الأكثر عمقاً إلى الشعب الإيراني الصديق والشقيق، وعلى رأسهم السيد علي خامنئي، مبيّناً أن رئيسي شكّل، طوال مدّة حكمه، «عاملاً في الاستقرار والسلم في المنطقة. تركيا، وكما كانت دائماً، ستظلّ إلى جانب الجارة إيران في هذه الأيام الصعبة والمؤسفة».
وفي الموازاة، برز تصريح لافت لزعيم «حزب الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، الذي قال إنه «يجب أن تتوضّح ملابسات الحادثة، لأن كلاماً كثيراً سال حولها». وإذ تقدَّم بتعازيه الحارة إلى إيران ومسؤوليها، رأى أوزيل أن «الحديث عن الاحتمالات منذ الآن، له مخاطر كثيرة. ولا بد من التوضيح بالأدلة الملموسة، ومن بعدها يتقرّر كل شيء وفقاً للقوانين الدولية». وأضاف أن «إسرائيل تجاوزت الحدود في ردّ فعلها على هجوم حماس وقتلت أكثر من 35 ألف شخص في غزة في إرهاب دولة غير مقبول. ونحن نريد أن نأمل ألّا تكون للأحداث التي حصلت وتحصل في منطقتنا علاقة بالذي حصل (وفاة رئيسي). نحن هادئون ونتعاطى بدم بارد، ولكن نريد أن تنجلي الحقيقة كاملة». ومن جهتها، كتبت صحيفة «جمهورييات» أن «السيد خامنئي في طريق العمل على تشكيل فريق رئاسي جديد. ولكن لا يمكن توقّع تغيُّر في السياسات. وكما حدث بعد اغتيال قاسم سليماني، فاليوم مع وفاة رئيسي، لا يُتوقّع تغيير الخط الرئيس لسياسات إيران الإقليمية والدولية، والتي يرسم خطوطها الأساسية السيد خامنئي».