نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، غالباً ما تأتي لغيْر صالح الرئيس الحاكم وحزبه. هذا ما أظهرتْه التجربة التاريخية الطويلة للنظام الأميركي. غير أن تلك التي تُجرى اليوم، تتمّ في سياقِ تعاظُمٍ غير مسبوق للانقسام الداخلي، دفَع بعض المحلّلين، كميكايل بودوريتز، أحد أبرز المشرفين على بلورة سياسات النقابات العمّالية الأميركية الضخمة، إلى الحديث عن «أمّتَين في دولة واحدة تتعايشان بصعوبة متزايدة». ويرى بودوريتز أن «الفوارق بين الولايات الزرقاء، أي ذات الغالبية الديموقراطية، والحمراء، ذات الغالبية الجمهورية، مشابهة إلى حدّ كبير، جغرافياً وثقافياً، لتلك التي كانت سائدة بين الشمال والجنوب الأميركيَين قبل الحرب الأهلية في القرن الـ19...