في زمن الانهيارات وقضم المجال العام الذي يسرّع فيه تراجع الحريات، وعلى رغم السأم الذي يطال الأفراد على وقع ذلك، تضرب بيروت موعداً مع محبّي المسرح والباحثين عن فسحة جمالٍ وضوء في قلب الظلام المخيّم. ابتداءً من هذه الليلة، موعدٌ مع الفرح واللعب والانعتاق على مدى 16 يوماً، هي مدة الدورة الثانية من «مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان» من تنظيم الاتحاد الأوروبي و«مسرح المدينة». سيكون اللبنانيون على موعد مع عروض ومحترفات ومعارض ستبعث الروح مجدداً في الخشبة وتفسح المجال أمام الفنانين المحترفين وأولئك الذين يتلمسون خطواتهم الأولى في هذا العالم الساحر، حتى يتلاقوا مع الجمهور المحلي المتعطّش إلى المشاهدة في ظلّ الشحّ النسبي الذي يعانيه المجال في غياب الدعم الحكومي، برغم الجهود الفردية الحثيثة لأهل المسرح. أصبحنا إذاً أمام موعد ثابت مع «المسرح الأوروبي» في بيروت، في موازاة مهرجان السينما الأوروبية الذي احتفل هذا العام بعامه الخامس والعشرين في لبنان. تحمل أوروبا إرث 2500 سنة من المسرح، أبي الفنون، إلى لبنان الذي يحفظ للمسرح مكانةً مهمة في وجدانه وفي الذاكرة الجمعية، برغم الصعوبات الحالية، مع حركة مسرحية رائدة عرفت ذروتها في منتصف القرن الماضي. من استعادة بريخت ولوركا و«إعادة خلق» شكسبير بأدواتٍ فردية، وصولاً إلى أحدث التجارب المعاصرة وأكثرها فتوةً، سنشاهد عروضاً من تسع دول أوروبية، بالإضافة إلى عرضين لبنانيين، واحدٌ جديد لكارولين حاتم التي عملت على نصّ «الزفاف» لبريخت، والثاني تعرفت إليه بيروت منذ أكثر من عشر سنوات، هو «صفحة 7» لعصام أبو خالد، مع طيف صموئيل بيكيت الذي يخيّم على العرض. تحضر في المهرجان أيضاً إشكاليات الهوية والاندماج، السؤال الراهن في أوروبا أكثر من أي وقتٍ مضى، تاريخ الصراع في فلسطين، النقد الطبقي، إلى جانب ثيمات وجودية تعكس مآزق فردية أوروبية، لكنها ذات بعد كوني لن يشعر المشاهد غالباً باغترابٍ عنها، إلى جانب زيارة خاطفة إلى تاريخ فن مسرح الشارع الإيطالي، من دون نسيان شبح العبثية الذي لا ينفكّ يطارد المسرح (وجمهوره)! يمكن القول إن الخيط الذي يمسك المهرجان من أوله وحتى آخره، هو «الحرية». بدءاً من وضع مديرة «مسرح المدينة»، نضال الأشقر، الاحتفالية هذا العام في صلب معركة الحريات التي يعيشها أهل الفنّ في لبنان، خصوصاً بعد «فضيحة» منع فريق «مشروع ليلى من المشاركة في «مهرجانات جبيل» في تموز (يوليو) الماضي. الأشقر وصفت المهرجان بكونه «طائرة ورق في الظلام» في كلمتها خلال المؤتمر الصحافي المعلن للمهرجان يوم الإثنين الماضي. فالمسرح المسؤول عن تجسيد حركات النفس، هو روح العالم والتاريخ، بحسب آريان منوشكين. من هنا ربما نفهم، اختيار المهرجان لمقولة لوركا «وطن لا يساعد ولا يروج لمسرحه، إذا لم يكن قد مات بالفعل، فهو آخذٌ بالموت». قتل المسرح، بالرقابة أو بالإهمال، هو قتلٌ للحرية، وهو مؤشر سيئ دوماً إلى حال البلد والشعب. الحرية بمعناها السياسي المقاوم للمنع والتضييق والظلامية إذاً، وبمعناها الفردي كذلك. كيف لا والمسرح هو «من يرينا كيف يخلق الفرد نفسه على الخشبة»، بكلمات سارتر، ويرينا لحظة الاختيار، هذه اللحظة المحظية في عمر الإنسان «المحكوم بالحرية». كما أن المسرح «مملكة المتخيَّل» كما كان الفيلسوف الفرنسي يسمّيه، هو الحيّز المثالي لاختبار حرية الأجساد وانعتاقها. هلمّوا إذاً إلى مسرح المدينة احتفالاً بالحياة والحرية، وبالعبث أيضاً، لمَ لا؟ لعلّ القليل من التصالح معه «يفرح قلب الإنسان»، في قلب الواقع السوداوي والتداعي الوشيك الذي نعيش في انتظاره.
* «مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان»: بدءاً من اليوم حتى 12 تشرين الأول (أكتوبر) ـــ «مسرح المدينة» (الحمرا) ـ للاستعلام: 01/753010



«مكان» بين بغداد وباريس
27/9 و28/9 ـــ س: 20:30


الافتتاح الليلة مع «مكان» للمخرجة تمارا السعدي

من العراق إلى فرنسا، تروي المخرجة تمارا السعدي سيرةً ذاتية عنوانها التمزق بين حياتين وشخصيتين وهويتين. تطرح المخرجة الشابة سؤالاً كبيراً آتياً من تجربتها الخاصة: كيف نتعلّم الوجود في العالم على الرغم من ذنب عدم معرفة البلد الأم والشعور بالعار لعدم معرفة البلد المضيف؟ تقول السعدي، الفرنسية ــ العراقية، إن «مكان» ولدت من ضرورة الكلام عن المتاهة، عن الشعور الذي ينتاب «الغرباء» أحياناً بأنهم لن يكونوا أبداً في «المكان الصحيح». أرادت المسرحية البحث المتواصل عن الشرعية في عيون الآخر، وعن الأضرار الذي يخلّفها «الاندماج». يروي العمل الحائز جائرتي اللجنة المحترفة واللجنة المدرسية في مهرجان «أمباسيانس» للمسرح الناشئ هذا العام، مخاوف تقتل الكرامة وتمحو الأحلام، والحاجة الوسواسية للقبول بك، مهما كلّف الأمر، بحسب السعدي. هي مسرحية سياسية إذاً تتخذ من السيرة الذاتية منطلقاً، ليجد كثيرون ممن عاشوا الهجرة والتهجير أنفسهم بين أحداثها.
هذا التمزق سوف يُترجم على الخشبة عبر ممثلتين تجسدان الهويات المتعايشة، في عمل يمزج الفكاهة بالعاطفة، ضمن سينوغرافيا هي عبارة عن مكانٍ ما بين صالة انتظار وميدان معركة.

«قصص مخبأة من لبنان»: حكايات ولجوء
2/10 ـــ س: 18:30


بدعم من السفارة الدنماركية، يدير هنريك هارتمان ورشة عمل مكثفة في ثلاثة أيام ستنتج عرضاً مسرحياً. شبان وشابات من خلفيات ثقافية متنوعة من لبنان، سوريا وفلسطين، سيتم تزويدهم خلال ورشة العمل، بتقنيات التمثيل والدراماتورجيا التي تطور من مهاراتهم السردية الخاصة.

«دنماركيون حقيقيون»: أزمات مقتبل العمر
29/9 ــ س: 20:30


خمس شخصيات من الدنمارك تشاركنا حكاياتها، مقدمة لنا شهاداتها عن مرحلة الشباب التي عاشتها في الدنمارك، في محاولةٍ للإجابة عن السؤال الآتي: ماذا يعني أن تكون شاباً في الدنمارك؟ وبرغم ذلك، تحمل القصص في مضمونها طابعاً عالمياً تم تطويرها ضمن ورشة عمل بإشراف فريق «كونتاكت». يجمع بين قصص شخصيات «دنماركيون حقيقيون» من إخراج هنريك هاتمان، المواجهة مع المعايير والأعراف المفروضة. لذلك ستتطرق هذه الحكايات إلى العلاقات المعقدة مع الأهل، المرض العقلي وكذلك الانغماس في عالم الجريمة.
تتضمن مسيرة هذه الشخصيات الصعوبات والتحديات التي واجهتها، وتوضح الجهود المبذولة من قبلها لتجاوزها والتغلب عليها. هذه الحكايات تعرض التنويعات العديدة داخل المجتمع الدنماركي، بهدف خلق مساحة لقاء، للتفاهم، للحوار والمصالحة.

جولة مع لوركا: عودة إلى المعلم الإسباني
2/10 ــ س: 20:30



يخصص المهرجان الأوروبي للمسرح في لبنان ليلةً لتكون بمثابة تحية للمعلم الإسباني. «برناردا»، «عرس الدم»، «يرما»، «الأغاني الغجرية»، «ديوان التماريت»، «شاعر في نيويورك»، «فارس أولميدو»، هذه الأعمال التي باتت مرجعيةً خصوصاً في دراسة المسرح، تُستعاد على خشبة «مسرح المدينة» على شكل مقتطفات تُروى على إيقاع مؤلفات موسيقية تسهم في رسم عوالم واحد من أشهر شعراء وكتّاب القرن الماضي. العمل التي تخرجه إيميليا إيكاي سيعيدنا إلى المناخ الشعري الأسطوري الذي كتب بواسطته لوركا أعمالاً مسرحية صُنّفت بكونها الأكثر أهمية خلال القرن العشرين في إسبانيا. بمرافقة آلة البيانو، يقدم لنا الشاعر، الرواي، والمؤدي القصيدة تلو الأخرى من الأعمال المذكورة. الموسيقى من تأليف: يواكيم تورينا، أرنستو هالفتر، أنريكه غرانادوس، كلود ديبوسي وإدوارد غريغ.

«صفحة 7»: لا شيء يحدث هنا
1/10 ــ س: 20:30



يعود عصام أبو خالد وفادي أبو سمرا في «صفحة 7» ليقفا أمام الجمهور البيروتي الذي شاهد العمل للمرة الأولى عام 2007. البطلان اللذان باتا شهيرين ويحيلاننا في كل مرةً من جديد على إستراغون وفلاديمير، بطلي «في انتظار غودو» التي يحضر طيفها في عرض أبو خالد، يستحضران غرائبيتهما مجدداً، بثيابهما الرثة الممزقة، ليبحثا عن قوتهما في صفحة الوفيّات، من موائد العزاء تحديداً. العرض الذي نفذ السينوغرافيا الخاصة بها سرمد لويس، يضعنا من جديد، من خلال حوارات الشخصيتين المفعمة بالغضب تارةً والمحبة تارةً أخرى، أمام عبثية الواقع الذي يبدو أنه لم يطرأ جديدٌ يُذكر عليه منذ عام إنتاج المسرحية.

«غبار»: إرث المأساة
4/10 ــ س: 20:30



امرأة واحدة على الخشبة، ماريا، لا يدعمها سوى دمية وظلال وبعض تقنيات «مسرح الغرض»، تؤرّخ لمأساة ربطت تاريخياً بين بلدها رومانيا والولايات المتحدة الأميركية. استلهمت مخرجة العمل، آنا كراسيون-لامبرو القصة من قصص النساء الرومانيات المهاجرات اللواتي جئن إلى الولايات المتحدة في بداية القرن الماضي وعملن بغالبيتهنّ في صناعة الملابس. ماريا من بين هؤلاء، لقيت حتفها، في حريق شركة Triangle Shirtwaist الذي اندلع في مانهاتن عام 1911. تنتمي المسرحية التي شكّلت مشروع ماجستير المخرجة من برنامج فنون الدمى في جامعة كونيتيكت، تنتمي إلى المسرح التكعيبي، حيث سنشاهد الحدث نفسه من وجهة نظر عدد من الأشخاص. تتحوّل الممثلة من طفلة خجولة إلى أبٍ كبير في السن، إلى امرأة شابة تخرج لاكتشاف العالم، كما تصبح آلة الخياطة من بين أشياء أخرى، بقرة، شاحنة إطفاء، ومبنى الشركة المحترقة. بعد مئة عام، ستواجه إحدى حفيدات ماريا مصير الجدة التي ماتت في الحريق المذكور، فنراها تحاول استرجاع حكاية جدتها وإعادة رواية قصتها مجدداً.

«بولتشينيلا»: السخرية خلاصاً
5/10 ــ س: 18:30



من عالم الدمى النابوليتاني الساحر، تمزج «بولتشينيلا» فن مسرح الكوميديا ديلارتي الإيطالية في القرن السابع عشر، بثيمات معاصرة ذات طابع كوني. يأخذنا برونو ليوني في رحلةٍ مع الدمية الأشهر في تاريخ إيطاليا وفي تاريخ مسرح الدمى Guarattelle تحديداً، لنتعرف إلى نموذج رجل العامة القادر على الخلاص من الموت عبر السخرية من السلطة والسخرية من الحذلقة، عبر التعبير عن مشاعر الخوف والفزع، وغيرها من المشاعر التي تتعارض مع مشاعر الأبطال الأسطوريين، حيث تنتمي شخصية بولتشينيلا إلى العامة بأحاسيسها واهتماماتها. ليوني معروف منذ سبعينيات القرن الماضي بـ«إنقاذ» فن الشارع في نابولي من الانقراض، لا سيما فنّ الدمى، عاملاً منذ ذلك الحين على تحديث ثيمات هذا الفنّ وجعله يواكب قضايا كبرى راهنة مثل الحرب، السلطة والحب، وغيرها. وسيرافق العرض في المهرجان جان لوكا فوسكو عازفاً موسيقى تعود إلى التراث النابوليتاني.

«شجرة الزيتون»: واقعية سحرية في فلسطين
5/10 ـــ س: 20:30



من دبلن إلى فلسطين، وفي مناخٍ لا يخلو من العجائبية، إذ ننتقل من سوبرماركت إلى حقول خضراء، تضعنا مسرحية «شجرة الزيتون» (تأليف وتمثيل كيتي أوكيلي) أمام أسئلة سياسية وفكرية شائكة. في يومٍ ماطر في العاصمة الإيرلندية، تمزّق موظفة السوبرماركت ورقة المقاطعة الاقتصادية الملصقة على زجاجة زيت الزيتون. حركة بسيطة كافية لاستحضار شجرة زيتون ستأخذها في رحلة في التاريخ الفلسطيني. عبر رحلة الممثلة الوحيدة، يظهر العرض صوراً من الصراع على أرض فلسطين والممتد من مطلع القرن الماضي عبر الحاضر وإلى المستقبل. لم تدخل المسرحية في تفاصيل النقاش السياسي حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مفسحةً المجال أمام القصص الفردية التي يمكن للجميع التقاطع معها. المسرحية تثير سؤالاً رئيساً: ماذا على الفرد أن يفعل حتى يؤثر على العالم حوله، لا سيما حين يكون الجميع منشغلاً بتفاصيل الحياة اليومية، ما يجعل البؤس الحاصل يومياً في دولة أخرى، في قارة أخرى، يبدو بعيداً جداً؟ استخدمت «شجرة الزيتون» سينوغرافيا بسيطة، قوامها إضاءة متعددة الألوان بهدف إبراز التغيرات والمشاعر. رحلة واقعية وسحرية في آن، تضيف إلى المهرجان بعداً آخر، متّصلاً مباشرةً بأشهر قضية سياسية في القرن الماضي والحالي.

«لا تَدعوهم قطاع طرق»: تداخل الخاص بالعام
9/10 ـــ س: 20:30



في مسار من الخاص إلى العام، تدور أحداث الحكاية في إقليم بولينا الإيطالي، بين عامي 1859 – 1863، قبيل إعلان توحيد إيطاليا. بسبب الظروف الظالمة، يضطر شقيقان هما فلاح وراع، للتحول إلى قاطعي طريق. هكذا يختبران تحولات مؤلمة في مسار حياتهما. على المنوال نفسه، كانت إيطاليا في تلك الفترة تعيش تحولات مماثلة. المسرحية التي أخرجها مارسيلو كوتوغنو، تروي لنا، في سلسلة من الأحداث الدرامية والكوميدية، قصة إيطاليا التي كانت تحت حكم أسرة باربوني ثم انتقلت إلى حكم أسرة سافويا، من دون أن تُدرك كيف ولماذا حدث هذا التحوّل. هذا الانتقال خلّف تبعات وانقسامات لا تزال جلية حتى اليوم في ما يُعرف بـ«قضية الجنوب». تروي «لا تدعوهم قطاع طرق» بسخرية، حالة «التحوّل» السياسي والأيديولوجي والاجتماعي الذي اختبره الإيطاليون جيداً.

«ماكبث مفكَّكاً ومجمَّعاً»: شكسبير الذي فينا
10/10 ــ س: 20:00


لنتخيّل مجموعة ممثلين يؤدون شخصيتي «ماكبث» و«ليدي ماكبث» من مسرحية شكسبير المرجعية. لنتخيل أن هؤلاء اجتاحوا مكاناً خالياً، مصنعاً مهجوراً، بعيداً عن خشبة المسرح والأضواء. يتخذون مكاناً حيث لا أحد يتوقع رؤيتهم، ولديهم فقط مواد محدودة جداً ليبدأوا بها. يتخيلون ويخلقون معاً. تهدف ورشة العمل («ماكبث مفككاً»، ثم يصبح اسم العرض «ماكبث مجمعاً») التي يديرها آن تويو وسارة سميلايو إلى تقديم لكل مؤد معدات للتواصل مع النص ولتأسيس رابط محدد ووحيد معه. سنختبر مع هؤلاء المسرحية الكلاسيكية من أبعاد متعددة، وفقاً لحساسية كل مؤد، مخيلته ورؤيته للعالم. مع بعض، سيسائل المشتركون الثيمات الأساسية للمسرحية الأساسية، ونضعهم في علاقة مع من هم اليوم، بأصولهم المختلفة وطرقهم المتعددة في الحياة، كل حسب تجربته الفردية. ورشة العمل تقترح مقاربة فنية مفتوحة، حيث الأبعاد الاجتماعية، السياسية والخاصة متداخلة ومتصلة. إذاً، بعد أيام من العمل المكثف، سينتج عن ورشة عمل «ماكبث مفككاً» نسخة جديدة من «ماكبث» مستمدة من تقنيات المتدربين المسرحية، يُذكر أن المؤدين هم من طلاب الدراما ومن الممثلين المحترفين.

«الزفاف»: تعرية مجتمع الزيف
11/10 و12/10 ــ س: 20:30



«الزفاف» أو زفاف البرجوازية الصغيرة، بحسب العنوان الأصلي لعمل بريخت (كتبه عام 1919)، ينتمي إلى نوع «الفارس» ويندرج ضمن أعمال الكاتب المسرحي الألماني التي استهدفت المجتمع البرجوازي الألماني مطلع القرن الماضي وانتقدته بشكل لاذع. مستوحياً من الاحتفالات في مدينته الأم أوغسبورغ ومن احتفالات الجعة في ميونخ، يروي بريخت الذي اتهم في حينه بـ«رهاب البرجوازية» غداء زواج يتحوّل إلى كابوس بسبب خلافات تسع شخصيات منتمية إلى «البرجوازية الصغيرة». تعيد المخرجة اللبنانية كارولين حاتم العمل على النص الشهير، واضعةً إياه في إطاره الزماني والمكاني، في مجتمعٍ لا يزال غارقاً بشكلٍ كبير في «التقاليد والأوهام» التي أراد العمل الأصلي مقارعتها آنذاك.