في وقت كان فيه أبو محمد الجولاني يعقد اجتماعاً لـ«مجلس الشورى» الخاص بـ«هيئة تحرير الشام»، متباهياً أمام الحاضرين بنجاح تجربته في إدلب، ومبدياً رغبته في توسيعها لتشمل مناطق سيطرة الفصائل، والتي «تشهد حالة فوضى إدارية وأمنية»، وفق تعبيره، كانت تركيا تعقد اجتماعاً موازياً مع تلك الفصائل، تَخلّله توبيخ شديد اللهجة لمسؤوليها، وإنذار لهم من مغبّة الإقدام على أيّ خطوات مِن خارج إرادة أنقرة، وتشديد أمامهم على ضرورة الاستعداد للتوحّد وفق المشروع الذي رسمه الأتراك قبل أكثر من خمسة أعوام. وإذ يثير إحياء هذا المشروع تكهّنات مختلفة حول أسبابه وتداعياته، فهو لم يلقَ في الأوساط الإعلامية التركية إلّا الاستهجان، على اعتبار أنه يناقض مسار الانفتاح على دمشق والتقارب معها. على أن هذا المسار، وعلى رغم استطالته وتباطؤه وكثرة العقبات التي تعترضه، لا يبدو متجمّداً تماماً؛ إذ ثمّة خطوات تركية - سورية متبادلة على طريق إعادة اللاجئين، تُوازيها محادثات جانبية بين الحكومة السورية و«قسد» بهدف التوصّل إلى تفاهمات تكون كفيلة بطمأنة الأتراك، ودفعهم تالياً إلى سحِْب قواتهم