دخل الجيش السوري الأحياء الجنوبية لمدينة درعا، والتي كان يسيطر عليها المسلّحون حتى الساعات الماضية. عاصمة المنطقة الجنوبية، والمدينة التي انطلقت منها أول التحركات ضد الدولة السورية، باتت اليوم خاضعة بالكامل لسلطة دمشق. دخلت قوات الجيش السوري الأحياء الجنوبية لدرعا، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا». وقال مراسل الوكالة إن «وحدات من الجيش السوري دخلت الى منطقة درعا البلد، ورفعت العلم في الساحة العامة أمام مبنى البريد».
وكانت «سانا» قد أفادت يوم أمس الأربعاء بأنه تم التوصل إلى اتفاق بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة، يقضي بأن «تقوم الفصائل الموجودة في درعا البلد (الجزء الجنوبي من المدينة) بتسليم أسلحتها». وأضافت الوكالة أن الاتفاق «ينص على تسليم المجموعات الإرهابية سلاحها الثقيل والمتوسط». وأوضحت أن «الاتفاق يشمل مناطق درعا البلد وطريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع»، وهي أحياء تكون بحلول اليوم كلها في قبضة الجيش. كذلك، ذكرت «سانا» أنه «بموجب الاتفاق، ستتم تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في التسوية وخروج الإرهابيين الرافضين للاتفاق».
وزارة الخارجية الروسية أكّدت، بدورها، أن قوات الجيش السوري تمكّنت من تحرير محافظة درعا جنوب سوريا بالكامل تقريباً من قبضة المسلحين، وفرضت سيطرتها على الحدود مع الأردن. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي: «تدخل عملية تحرير محافظتي درعا والقنيطرة من المسلحين والإرهابيين مرحلتها الختامية. وحتى هذه اللحظة تم تحرير محافظة درعا بالكامل تقريباً». وشددت زاخاروفا على أن «القوات السورية الحكومية بسطت سيطرتها على الحدود مع الأردن المجاور، وأمّنت بالتالي فرصة لفتح حركة المرور على الطريق الدولية».

من جهة أخرى، سيطر الجيش السوري على بلدة المزيريب شمال غرب درعا ومدينتي طفس وانخل وبلدة كفر شمس في ريف درعا الشمالي، بعد دخول هذه المناطق الأربع ضمن مصالحة وطنية مع الحكومة السورية. وبالتوازي، عادت المئات من العائلات المهجرة إلى مدينتي داعل وابطع بعد فتح وتأمين الطريق بين مدينتي داعل وطفس في ريف الشمالي، من قبل القوات الحكومية. في مقابل ذلك، شنّ فصيل «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش»، يوم أمس، هجوماً على بلدة حيط المحاذية للجيب الذي يسيطر عليه في حوض اليرموك، والتي وافقت الفصائل المسلحة فيها على الاتفاق مع الدولة السورية برعاية روسية. وقال مدير المرصد السوري المعارض رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» الفرنسية: «بعد اشتباكات عنيفة، سيطر جيش خالد بن الوليد ليل الاربعاء الخميس على بلدة الحيط، برغم الغارات التي شنتها طائرات حربية روسية وسورية ضد مواقعه».

وفي الساعات الأولى من اليوم، كانت قد هاجمت الطائرات الإسرائيلية مواقع للجيش السوري بالقرب من الحدود مع هضبة الجولان المحتل. وقد هاجمت الطائرات حسب مصادر ميدانية مطلعة «ثلاثة مواقع للجيش على طول خط التماس مع المسلحين»، وبالتزامن مع ذلك، شهدت المنطقة اشتباكات متفرقة وقصفاً مدفعياً شنته الفصائل المسلحة هناك ضد مواقع الجيش السوري. من ناحيته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القصف يأتي «رداً على خرق طائرة سورية بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي، في وقت سابق من اليوم حيث تم اعتراضها».