كاد التوافق القواتي العوني يسقط في بيروت، بعد تهديد التيار الوطني الحر بسحب مرشحيه من لائحة "البيارتة" إذا لم يُتَّفَق على صيغة مقبولة في ما خص لائحة المخاتير. وحتى مساء أول من أمس، كانت مفاوضات التيار مع القوات وقوى 14 آذار متعثرة، وكادت اللائحة تبصر النور مساء أمس من دون العونيين. إلا أن عرابَي "إعلان النوايا" سارعا إلى تبريد أعصاب الطرفين لإنقاذ "التحالف المسيحي"، فهرول النائب إبراهيم كنعان وملحم رياشي إلى منزل وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي لإنقاذ التفاهم من خطوة تؤدي إلى خوض التيار معركة المخاتير منفرداً في وجه الجميع. أيضاً حضر، بطلب من الرياشي، مسؤول منطقة بيروت في القوات عماد واكيم، وكان الاتفاق على صيغة يدخل فيها التيار الوطني الحر لائحة الائتلاف الاختيارية بستة مخاتير من أصل 40 (2 في الأشرفية و2 في الرميل و1 في المدور و1 في الصيفي)، علماً بأنه كان قد فاز في عام 2010 من خلال معركة ضد قوى 14 آذار بـ 5 مخاتير في الرميل من دون أن يتمكن من إنجاح أيٍّ من مرشحيه في الأشرفية والصيفي. وتشير مصادر التيار الوطني الحر إلى أن "صعوبة المفاوضات تمثلت في كيفية دخولنا إلى اللائحة، إذ كان من الضروري أن يصار إلى سحب بعض المرشحين لإحلالنا والطاشناق مكانهم". ووقعت بعض "المشكلات مع فعاليات اختيارية لها تاريخها ووزنها وبين المرشحين عامةً، إذ حصل دفق بالمرشحين، ووصل العدد إلى نحو 100 مرشح، وهو ما عجزت الأحزاب والعائلات عن تحمله". انتهت الحبكة مساء أمس في اجتماع في منزل النائب ميشال فرعون ضم ممثلين عن كل الأحزاب. وتمكن التيار من حجز مقاعد له في اللائحة توازي مقاعد القوات اللبنانية، فيما حصل الكتائب على حصة تقل عنهما، أي خمسة مرشحين، ونال فرعون 4 مرشحين. ونال الطاشناق والرمغفار 11 مقعداً: 9 في المدور، 2 في الأشرفية و2 في الرميل. أما باقي المرشحين على اللائحة، فمن العائلات. والائتلاف هذا وفقاً للتيار هو من أبرز التجارب الناجحة في هذا الاستحقاق البلدي، نظراً إلى تعقيدات بيروت، وهو "ثمرة إعلان النوايا الذي ألغى 8 و14 آذار وأعاد خلط الأوراق السياسية من جديد".على المقلب الآخر، تعرض أحد المرشحين المدعومين من فرعون، الياس حداد، نهار أول من أمس للاعتداء على مكتبه وتمزيق صوره. وسرت شائعات عن تعرض نجله للضرب أيضاً من قبل مجموعة شباب يوالون إحدى شخصيات 14 آذار في الأشرفية، وذلك جراء عدم استجابته لمطلب الأخير الانسحاب لمصلحة مرشحه لضمان فوزه على المقعد الاختياري الكاثوليكي الوحيد.