القاهرة | تضاءلت آمال القاهرة في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما عادت الأمور لتراوح مكانها في انتظار «مفاجأة» ما، قد تعيد الجميع إلى طاولة التفاوض. وتبدّد الرهان الذي كان وضعه المسؤولون المصريون على الجولة الثامنة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في المنطقة، في إرساء هدنة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي. وعليه، يسعى هؤلاء، راهناً، وفقاً لمصادر «الأخبار»، إلى «تجنب اتجاه الأمور إلى مزيد من التصعيد، وخصوصاً في ظل التوتر غير المسبوق على الجبهة اللبنانية»، وهم يتواصلون في شأن ذلك «مع المسؤولين الفرنسيين والأميركيين، محاولين في الوقت نفسه إحداث اختراق في مسار التوصل إلى هدنة في غزة، إضافة إلى اختراق مماثل لناحية كمية المساعدات التي يجري إدخالها إلى القطاع». وتفيد المصادر بأن «تقارير تقدير الموقف التي رُفعت إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي قبيل مغادرته لأداء الحج، طغت عليها النظرة التشاؤمية»، وسط تقدير بـ«عدم جدوى العودة إلى التفاوض في الوقت الحالي، وأن التعديلات التي أدخلتها «حماس» على المقترح الأميركي، لن تكون عائقاً حال وجدت إرادة حقيقية للتهدئة». ولذا، يرى المسؤولون المصريون أن «هناك حاجة إلى مزيد من التدخلات والضغوطات لإحداث التهدئة، وليس تفاوضاً للاتفاق على نقاط عالقة أو اختلاف في الترجمات بين النسخ العربية والإنكليزية». ويأتي ذلك فيما أبلغت إسرائيل، مصر، عبر اللجنة العسكرية، مجدداً، بـ«إدخال مزيد من الأسلحة الثقيلة إلى محور فيلادلفيا لتنفيذ بعض الأعمال العسكرية، على أن تخرج من المحور بعد انتهاء عملها»، علماً أن تلك «المعدات كانت قد دخلت وخرجت بالفعل في وقت سابق، مع بداية الاقتحام الإسرائيلي للمحور المحاذي للحدود المصرية».
أما بخصوص الاجتماع الذي عُقد في البحرين بين عسكريين أميركيين وإسرائيليين ومصريين وخليجيين منتصف الأسبوع، فقد شهد، وفقاً لمصدر مصري تحدّث إلى «الأخبار»، نقاشاً حول «إمكانية مشاركة الدول العربية في القوة التي يُرجى أن تتولى حفظ الأمن في القطاع» عقب انتهاء الحرب، وهو أمر ربطه ممثلو الدول العربية المشارِكة «بوجود إطار أممي، مع انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من داخل غزة». ويضيف المصدر أن هذا المقترح تراه القاهرة «قابلاً للتطبيق، في حال طُبقت الخطوات الأميركية - الإسرائيلية بشأن "اليوم التالي"»، مشيراً إلى أن «واشنطن تخطط بالفعل لإعلان هذه الخطة، مراهنةً على نيلها دعماً دولياً مماثلاً لذلك الذي حصلت عليه مبادرة الرئيس جو بايدن بشأن إنهاء القتال».
لكن المصدر المصري يرى أن التصورات الأميركية - الإسرائيلية بشأن «اليوم التالي»، والرهان على إمكانية استبعاد «حماس» من حكم غزة بشكل كامل «أمر غير واقعي»، مقراً في الوقت نفسه بأن القاهرة لم تمانع «تشديد الحصار على القطاع لمنع وصول أي أسلحة إلى المقاومة». ووفقاً للتقديرات المصرية، فإن خطة واشنطن المرتقبة ستتضمن إرسال قوات أممية إلى غزة من أجل إدارة الوضع في القطاع بشكل مؤقت، إلى حين تشكيل سلطة فلسطينية قادرة على إدارته والضفة، وأن «هذه الخطة لن تعلَن إلا بعد الحصول على موافقة ولو ضمنية من الوسيطين المصري والقطري، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن».