غزة | فيما تتواصل العملية البرية في مخيم جباليا لليوم الثالث عشر على التوالي، وسّع جيش العدو من مسرح العمليات، ليمتد إلى أحياء ومناطق جديدة، حيث توغّلت دباباته في المشارف الشرقية لمشروع بيت لاهيا. وفي الوقت نفسه، تواصل دبابات الاحتلال توغّلها في المناطق الجنوبية من المخيم، وتحديداً في عزبة ملين وبلوك 2، وأيضاً في المناطق الغربية، وخصوصاً منها أحياء الفالوجا والقصاصيب، بالإضافة إلى الأحياء الشرقية الجنوبية والشمالية لمخيم جباليا، من حي الصالحين وعماد عقل والسكة، وحتى تل الزعتر والشيخ زايد، والمناطق الشمالية في محيط مربع مسجد الخلفاء الراشدين وشارع العجارمة، وحتى مفترق الشيخ زايد، وصولاً إلى أطراف مدينة بيت حانون.أما في جنوب قطاع غزة، وتحديداً في مدينة رفح، فقد وسّع العدو من حيز توسّعه البري، ليطاول مخيمات البرازيل والشابورة، وفي كل المناطق الشرقية من المدينة، وتحديداً في العودة والتابعين، فضلاً عن سيطرته شبه الكاملة على محور فلادلفيا. وبالتوازي، نفّذت الطائرات الحربية، أمس، عملية جوية مركّزة استهدفت مخيم الشابورة، أحاطها الإعلام الإسرائيلي بقدر كبير من التركيز والاهتمام، ليعلَن في وقت لاحق أن المستهدف بها هو «شخص طال البحث عنه كثيراً»، قبل أن يثبت أن العدو فشل في اغتيال محمد شبانة، وهو قائد «كتائب القسام» في مدينة رفح، وأحد أبرز مخطّطي ومنفّذي هجوم السابع من أكتوبر.
في المقابل، شهدت ساعات نهار أمس جهداً ميدانياً لافتاً في محورَي الاشتباك، شمال القطاع وجنوبه، حيث أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذ عدد من المهام القتالية، تركّز أكثرها في مخيم جباليا، إذ أعلنت «القسام» استهداف دبابتين من نوع «ميركافا 4» بقذيفتي «الياسين 105» في شارع العجارمة في مخيم جباليا، فضلاً عن تمكّنها من تفجير دبابة «ميركافا 4» بعبوة «شواظ» في حي القصاصيب غرب المخيم. كما أعلنت «سرايا القدس»، بدورها، أنها تمكّنت، بالاشتراك مع «مجموعات عمر القاسم»، من استهداف دبابة «ميركافا» بقذيفة «تاندوم» بالقرب من مسجد عائشة غربي المخيم.
ومع ساعات الظهيرة، أفادت «القسام» بتمكّن مقاوميها من تنفيذ كمين مركّب، حيث استدرج هؤلاء قوة خاصة إلى عين أحد الأنفاق، واشتبكوا مع أفرادها من نقطة صفر، ثم فجّروا عبوة مضادة للأفراد وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. كذلك، أعلنت «القسام» تمكّنها من قنص ثلاثة جنود في مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا. أما «سرايا القدس» فأكّدت دكّ القوات المتوغّلة في منطقة استوديو سلطان بوابل من قذائف «الهاون»، وتمكّنها من استهداف تجمّع لجنود العدو في محيط «مستشفى الصداقة التركي» عند محور «نتساريم» بصاروخ «107 موجه». وفي المحور ذاته، تمكّنت «القسام» من قصف تجمع لجنود العدو بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل. أيضاً، تحدّثت «القسام» عن تنفيذ كمين محكم في مشروع بيت لاهيا، في ساعات المساء، حيث تمكّن مقاوموها من استهداف دبابتي «ميركافا 4» وجرافة عسكرية من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105» و«تاندوم» وعبوة «شواظ» من المسافة صفر.
أما في محور القتال في مدينة رفح، فشهد نهار أمس جهداً ميدانياً لافتاً، حيث أعلنت «كتائب القسام» استهداف ثلاث دبابات بقذائف «الياسين 105» وعبوات «الشواظ»، في منطقة تبة زارع شمال شرقي المدينة. كما أعلنت تمكّن مقاوميها من استهداف دبابة «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105»، بالإضافة إلى جرافة قريبة منها بقذيفة «تاندوم» في محيط بوابة صلاح الدين، جنوبي رفح. وفي المحور ذاته، أفادت «سرايا القدس» بتمكّنها من قصف تجمع لجنود وآليات العدو برشقة صاروخية، فيما أكدت «كتائب شهداء الأقصى» دكّ جنود وآليات العدو بقذائف «الهاون». أيضاً، عرضت «السرايا» مشاهد لعدد من الطائرات المُسيّرة التي كانت قد سيطرت عليها في مناطق القتال جنوبي القطاع.
وفي خلال اليومين الماضيين، وجّهت «القسام» عدة ضربات إعلامية، ساهمت في زيادة الضغوط الداخلية على مجلس الحرب الإسرائيلي، من بينها الإعلان أن الضابط آساف حمامي، مسؤول اللواء الجنوبي في فرقة غزة، أسير لديها، علماً أن الأخير كان جيش الاحتلال قد أعلن مقتله قبل عدة أشهر، بل وأقيمت له جنازة رمزية. ويوم أمس، وجّهت «القسام» رسالة جديدة خاطبت فيها أهالي الجنود الأسرى، بأن لا يسمحوا لنتنياهو بأن يقتل ما تبقّى من أسرى أحياء في حوزة المقاومة.