يبدو أن قادة العدو يريدون أن يرفعوا من منسوب الدم الفلسطيني قبل الانتخابات
ونعت «العرين»، في بيان، شهداء نابلس الخمسة، وقائدها وديع الحوح، مؤكّدة أنه ارتقى في اشتباك مسلّح مع العدو داخل البلدة القديمة، متعهّدةً بالرد. وقالت المجموعة: «والله يا بني صهيون سَتهلكون، وإنْ قتلتُم أسداً في العرين فهذا الخطأ المبين، فانتظروا الحدث اللعين الذي سيشفي صدور قوم مؤمنين، وإنّنا على العهد باقون». ومع توارد الأنباء من نابلس، عاشت الضفة الغربية ليلة من الغضب والمواجهات، أسفرت عن استشهاد شاب في قرية النبي صالح قرب رام الله، بينما أطلق المقاومون في مدينة جنين النار الكثيف والعبوات الناسفة على حاجزَي الجلمة وسالم وبعض النقاط العسكرية ومستوطنة «شاكيد». أيضاً، خرجت مسيرات غاضبة في المدن والقرى، تَحوّلت سريعاً إلى اشتباكات مع قوات الاحتلال، فيما عمّ الإضراب والحداد العام الضفة وقطاع غزة على السواء. وفي القطاع، تداعت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة إلى اجتماع عاجل، بينما أعلنت سلطات العدو حالة التأهّب القصوى خوفاً من أن يأتي ردّ «العرين» خلال الانتخابات الإسرائيلية المرتقَبة، خصوصاً مع تزايد عدد الإنذارات من تنفيذ عمليات في الداخل المحتلّ. وبدا قادة العدو مُنتشِين بنتائج العدوان على نابلس، مُهدِّدين بمواصلته في الضفة، وتحديداً نابلس وجنين. وقال رئيس حكومة الاحتلال: «لن ترتدع إسرائيل أبداً عن العمل من أجل أمنها، وجزء من هذه المجموعة هم أشخاص مِن الذين حاولوا إيذاءنا، وفي اللحظة التي أضرّوا فيها بنا كان يجب عليهم أن يعرفوا أنه ستأتي اللحظة التي سينتهون فيها»، مضيفاً: «لقد تمّت تصفية أحد قادة عرين الأسود، وعلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس السيطرة على الميدان إذا أراد استقرار سلطته»، فيما توعّد غانتس بأنه «لن تكون أيّ مدينة ملجأً للإرهابيين، وسنُواصل العمل ضدّ أيّ شخص يحاول إيذاء مواطني إسرائيل حيثما ومتى لزم الأمر».
ويَلفت المختصّ بالشأن العبري، سعيد بشارات، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الوضع في الضفة يزداد سخونة واشتعالاً»، مضيفاً أن «ما حصل اليوم في نابلس هو استمرار لعملية عسكرية واسعة يقوم بها جيش الاحتلال الذي اتّخذ القرار بها يوم الخميس خلال اجتماع غانتس ولابيد والشاباك». ويشير إلى أن القرار جاء في «مرحلة حسّاسة، مع ورود إنذارات من عمليات فدائية حتى داخل الخطّ الأخضر»، متابعاً أن «المعلومات المتعلّقة بالعملية تدلّ على أنها واسعة ومتدحرجة». ويرى بشارات أن «ما يجري يؤشّر إلى ضائقة تعيشها حكومة الاحتلال مرتبطة بالانتخابات، في ظلّ عدم الرغبة في عودة نتنياهو الذي يستغلّ الوضع لمضايقة ومناكفة غانتس ولابيد»، ولذا، قرّر الأخيران «الذهاب إلى الهجوم على رغم المخاطر وإحراج السلطة». وينبّه إلى أن «على المقاومين في مدينتَي جنين ونابلس الحذر، إذ يبدو أن العدوان الإسرائيلي متدحرج، وأن هناك تصعيداً خلال الأيام المقبلة ربّما سيكون أكبر ممّا حصل في نابلس، فجيش الاحتلال يريد أن يرفع من منسوب الدم الفلسطيني قبل الانتخابات، وغانتس ولابيد مصرّان على القيام بعملية رغم كلّ شيء». ومن هنا، يَتوقّع أن «ينفّذ العدو هجوماً موسّعاً في جنين أو نابلس حتى قبل إجراء الانتخابات للقضاء على عين الأسود ومجموعات المقاومة، وتقديمها للناخب الإسرائيلي لكي يستطيع غانتس ولابيد الفوز، في ظلّ التقدّم الذي يحقّقه نتنياهو في استطلاعات الرأي».