لم تكن الذكرى الـ11 للانتفاضة التونسية، مماثلة لسابقاتها خلال السنوات الماضية. صحيحٌ أن حقبة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا تزال متواصلة منذ عام 2011، وإن بوتائر متفاوتة، إلّا أن ما تشهده البلاد اليوم يناظِر الدخول في حقبة جديدة، عنوانها تغيير النظام السياسي، وفقاً لما يرتأيه ويقرّره رجلٌ واحد، هو: قيس سعيد. تفرّدٌ لا يفتأ يُوسّع دائرة المناهضين للمسار «الاستثنائي» الذي يقوده الرئيس منذ 25 تموز، مستبعِداً منه جميع الأحزاب والقوى السياسية والمنظّمات الأهلية، ومُكيّفاً قراراته بحسب ما تتطلّبه، فقط، أجندة استدرار الدعم الغربي. وفي خضمّ ذلك، لا يعود مستغرَباً أن يتجدّد الشعور بالمرارة والخوف من عودة الديكتاتورية، وسط انقسام عامودي، لا يني سعيد، بإرادة أو من دونها، يواصل تعميقه، باعتماده خطاباً «تخوينياً» وإقصائياً تُجاه خصومه، بعيداً من طرْح أيّ رؤى أو سياسات واضحة للخروج من المأزق الذي ترزح تحته تونس