أن تشاهد التلفزيون بمشيئة الكهرباء!

  • 0
  • ض
  • ض

أن تشاهد التلفزيون بمشيئة الكهرباء!

يصعب أن تجد مشاهداً سورياً بإمكانه متابعة حلقة كاملة من مسلسل تلفزيوني أو نشرة أخبار تحليلية، أو مقابلة مع أحد عباقرة الغناء، فأنت محكوم بتوقيت قطع التيار الكهربائي الذي لا يخضع لقانون، وتالياً ما عليك إلا أن تتخيّل وقائع لم تحدث. هكذا تؤلف مسلسلك الدرامي على هواك بخلائط غير متجانسة أو باستعمال طريقة القص واللصق: مشهدٍ من هذا المسلسل، ومشهدٍ من مسلسل آخر إلى آخر الحلقة، ولن تكون خاسراً. ففي المحصلة، معظم المسلسلات متشابهة بعدد الطعنات والخيانات والبطولات الخارقة لهذه الشخصية أو تلك، ولا فرق بين عبارة شكسبيرية على لسان شخصية من «باب الحارة» أو لحظة غنج من «جوقة عزيزة»، أو كشف الغطاء عن عملية فساد في «كسر عضم». ولا فرق بين مشهد حفر الكوسا أو حفر خندق لصيد الأعداء، ولا فرق بين توقّعات محلل سياسي أو «عالمة» فلك، فنتيجة المعركة محسومة سلفاً، إذ سيُهزم المتآمرون قبل نهاية البرنامج بقليل. بمشيئة الكهرباء أيضاً سينجو المشاهد من حالة مغص معوي في ما لو تابع هذا المسلسل أو ذاك إلى نهايته، خصوصاً قراءة الشارة بما تحتويه من معارك سرية في ترتيب الأسماء والألقاب الجهنمية لهذا الممثل أو ذاك (يعجبني مصطلح: ظهور خاص). وسوف تجيب الإعلانات المرافقة عن حيرة المتلقي: بطاطا مجففة لهضم الوجبة العسيرة، ومنظفات غسيل لتنظيف الدماغ مما علق به من مصائب الدراما المريضة.

0 تعليق

التعليقات