مذ توغله أكثر في المشهد الإعلامي وتحديداً بعيد انفجار الرابع من آب (2020)، وعقده شراكات إعلامية مع عدد من القنوات المحلية، في سبيل توسيع رقعة انتشار منصته «بيروت انترناشيونال»، إضافة الى طرحه برمجة متكاملة ضمت أسماء معروفة في الأوساط التلفزيونية، يجهد بهاء الحريري هذه الأيام وقبيل الإستحقاق الإنتخابي لفرض اسمه السياسي على الساحة بشكل أكبر، والتسويق لنفسه ولفريقه الإنتخابي عبر الخطاب المباشر أو عبر الإختباء خلف مؤسسته «نوح»، «الخيرية» التي تستثمر حالياً في أوضاع الناس التعيسة وتقدم لهم المساعدات العينية والمادية. ويبدو أن المنصة البيروتية انتقلت الى استراتيجية جديدة، تتكئ على استجلاب الوجوه الفنية العريقة ومحاولة الإستثمار في تاريخها، أو أقله إيصال الرسائل السياسية بطريقة غير مباشرة. في البدء، طرحت برنامج «أبو سليم أونلاين» الذي يعتمد على حوار بين الممثل العريق صلاح تيزاني، وبين محاور متخف خلف الكاميرا، فيما تدور ذكريات «أبو سليم» ضمن فترة لا تقل عن الربع ساعة تلفزيونية، تتناول تاريخ بيروت وطرابلس وأوضاع الناس الصعبة، وتمر على السياسة من باب التعبير عن القهر الذي وصل اليه تيزاني، جراء ما يحدث في البلد. أخيراً، انضم برنامج «لازم نحكي» الذي استقدم هذه المرة الفنان العريق عمر ميقاتي. البرنامج الذي يشبه الى حدّ بعيد «أبو سليم أونلاين»، يظهر فيه ميقاتي جالساً على كرسي، والى جانبه كرسي أخرى فارغة تمثل «المواطن الصالح». طيلة البرنامج الذي يمتد على ثماني دقائق تقريباً، يقدم الفنان البيروتي، نقداً سياسياً وإجتماعياً مغلفاً بالسخرية، يخاطب فيها الجمهور، ولا ينسى التعريج على الأوضاع السياسية والإقتصادية الحالية، وتصويب السهام على الحكام والفاسدين، وعلى من يحاسبون هؤلاء الفاسدين! هكذا، تسلك «بيروت انترناشيونال» مساراً برامجياً جديداً تستجلب من خلاله الوجوه الفنية العريقة، والمنسية على الشاشات، لتقديم مادة لا تخلو من السياسة والتهكم.