لم تنته على ما يبدو، حملات التحريض والتأليب بحق وزير الإعلام جورج قرداحي. فعلى الرغم من تأكيد الأخير بأنه لن يعتذر عن أمر لم يخطىء به، وأن قرار استقالته يتعلق بالحكومة مجتمعة، فإن تصعيداً واضحاً يحضر على بعض وسائل الإعلام سيما mtv، ومن يدور سياسياً في فلكها. المحطة التي تعاطت مع حوادث مماثلة كشحنة الكبتاغون التي عبرت من بيروت الى الرياض، أو مع تصريحات وزير الخارجية السابق شربل وهبة، بتقديم الإعتذارت، وفتح باب التهويل على اللبنانيين المقيمين في الخليج، ها هي اليوم، تتنطح من جديد، لتشكّل بوقاً سعودياً، يشتغل على طريقة ساعي البريد ويقوم بتمرير الرسائل السياسية المبتغاة. أمس، صعّدت المحطة من خطابها التحريضي، وراحت تتحدث عن «عزل خليجي للبنان». تحت عنوان «مصدر مطلع»، راحت المحطة تهوّل بما سيحدث للبنان بعد تصريحات قرداحي، من تصعيد خليجي حياله، «يعتمد للمرة الأولى» وسيكون بمثابة «مفاجأة» كما نشرت على موقعها الإلكتروني، معطوفاً على تقرير إخباري مسائي بثته أمس، واكدت فيه أن «التصعيد سيصل الى حد لم يشهده البلدان من قبل»، وأن هذه المرة لن يكون «الحلّ عبر علاج سطحي»، وسط توقعات بعزل لبنان خليجياً. التقرير استضاف المحلل السعودي محمد بن صالح الحربي، الذي وصف تصريحات قرداحي بـ «المشينة»، يقع «تحت سيطرة حزب الله»، الى جانب ظهور رئيس «هيئة تنمية العلاقات اللبنانية-الخليجية» ايلي رزق، الذي دعا الى اقالة قرداحي وتحمّله «مسؤولية مواقفه». ولم ينس الرجل التذكير «بخيرات» المملكة التي استثمرت بـ 70 مليار دولار في لبنان!. وكان اللافت في التقرير، اصرار المحطة على ضخّ مزيد من التهويل بحق اللبنانيين المقيمين في الخليج، عبر نشر ارقام تظهر انخفاض عدد المقيمين اللبنانيين في السعودية تحديداً، الى 3500 الف لبناني، كما نقلت اجواء من «الحذر» حيال توظيف لبنانيين جدد في الشركات السعودية. وذكّرت بقرار المملكة بحظر الإستيراد التجاري على خلفية ضبط شاحنة الكبتاغون في نيسان (ابريل) الماضي. هكذا، تضخّ قناة «المرّ» مزيداً من التحريض والتهويل، وتحمّل قضية تصريحات وزير الإعلام أكثر مما تحتمل، لرغبة خليجية، وسعودية بالتحديد، بوضع الأثقال على لبنان المنهار إقتصادياً ونقدياً.