«يوميات ثورة»: فيديو فتنوي يزيد الشرخ

  • 0
  • ض
  • ض
«يوميات ثورة»: فيديو فتنوي يزيد الشرخ
اقتحمت كاميرا البرنامج خصوصيات البيت الواحد وأججّت الخلاف

رغم تعليق طوني خليفة أمس، على المقطع الذي عرض في برنامج «يوميات ثورة» (الجديد)، عن تظهير الخلاف في البيت الواحد بين الإبن ووالدته، بصفته يأخذنا الى أيام حرب «الإلغاء» بين العونيين و«القوات»، الا أن البرنامج ومعه طبعاً خليفة أصرا على عرض محتوى لا يقدم ولا يؤخر في المشهد الشعبي بل يؤجج أكثر الخلافات ويحيلنا الى منطق فتنوي تستخدمه القناة للتفرقة. فقد لاقى الفيديو الذي عرضته «الجديد» أمس امتعاضاً واضحاً لدى من شاهده، فقد استرقت معدّته زهراء فردون تصاريح من داخل المنزل الواحد وحاولت تأجيج الخلاف بين العائلة الواحدة على خلفية المشاركة أو عدمها في الحراك مع اللعب على الخلفية السياسية للطرفين. فبعيد انتشار مقطع صوتي لوالدة الناشط فادي نادر الذي تعرض للضرب على يد الجيش في منطقة «انطلياس» بعد رفضه مع رفاقه فتح الطريق، قامت بارساله الى جارتها لتشكو ابنها، وكيف سيؤثر هذا الأمر داخل المنزل الواحد، قصدت فردون المنزل، وخبأت كاميرا خفية لإستصراح الوالدة، والتركيز على أنها «عونية» وبالمصادفة دار جدال بينها وبين ابنها نقلته الشاشة بحرفيته، رغم أن هذا العمل يندرج فقط ضمن الإعلام الفضائحي الذي يقتات على نقل هذه الوقائع الخاصة جداً، فكيف إذا كان الظرف الحالي للبلد بالغ الحساسية، يحتاج إلى كثير من التروّي قبل نقل جدال مماثل. جورجيت سلوم الوالدة التي بدا عليها التعب، أصرت فردون على استصراحها وإسماعها التسجيلات الصوتية التي بعثتها لجارتها. لم تحترم المعدة رغبة المرأة المسنّة في الإمتناع عن الكلام وتجنب الدخول في جدال عقيم مع ابنها الذي كان حاضراً في الشريط، ووجه لها عبارات قاسية، نقلتها الكاميرا. ولمزيد من استثارة المشاهد، لجأت القناة الى عرض حساب الجارة الفايسبوكي وحتى صورها الأخرى الشخصية خاصة مع الوزير السابق جبران باسيل، في تعمّد واضح لتأجيج المشهد. بين ابن «قواتي» وعاد وتخلى عن حزبيته ونزل الى الشارع، وبين أم تعاني جراء خوفها على ولدها وفي الوقت عينه، قد لا توافقه الرأي السياسي، عرض هذا الشريط الذي لا يخدم الا إعلاماً يعتاش على صناعة الفضيحة ودخول بيوت الناس وتسجيل أحاديث لا يرغبون بنقلها الى العلن، وإذ بنا أمام خلاف حاد بين الولد والأم، وأيضاً بين تأجيج سياسي في الإنتماء الحزبي... كل هذه العوامل شكلت محتوى هذا الشريط الذي رُدّ عليه بكثير من الإستهجان كونه يولّد مزيداً من الشحن في الشارع، وايضاً، يدخل أشخاصاً لا يرغبون في الظهور أو الكشف عن هوياتهم الى أبواب مفتوحة من المضايقات والتشهير!

0 تعليق

التعليقات