بعد استقالة سعد الحريري يوم الأربعاء الماضي، بدأ انكفاء التغطية الإعلامية للحراك الشعبي سيّما بعد فتح الطرقات بمعية الجيش. وبعد انتقاد طال القنوات الرئيسية التي أفردت مساحة تغطية معتَبرة للمتظاهرين (الجديد،mtv، وlbci)، في الليلة عينها، مع عودتها الى البرمجة المعتادة في المساء، استمرت هذه القنوات ليلة أمس، ببث الأعمال الدرامية، بعد النشرات الإخبارية، مع وضع نافذة صغيرة أسفل شاشتها تنقل صوراً مختلفة من تجمعات خاصة في طرابلس، الرينغ وصيدا. صباحاً، قامت مجموعة شبان محتجين باقتحام «جمعية المصارف» في الجميزة، فيما ظل رفاق لهم في الخارج بعد إقفال الباب الرئيسي عليهم. وجّه هؤلاء بعيد فتح المصارف اليوم، بعد إقفال دام أكثر من 13 يوماً، سهامهم تجاهها، وأكدوا في بيان صادر عنهم أنهم موجودون في الجمعية «التي تحمي السلطة السياسية وتشكل حزباً طبقياً بوجه الفقراء». البيان تضمن نقاطاً سلّطت الضوء على الخطوات الإقتصادية التي يجب أن يصار الى تنفيذها للإنقاذ بدءاً من اعتماد الليرة اللبنانية بدل الدولار، واعادة هيكلة القروض الشخصية والسكنية لأصحاب الدخل المحدود، وتحرير الإقتصاد من الدولار في التعامل الخارجي. الحادثة نقلتها بعض الشاشات المحلية، على رأسها «الجديد» و lbci، فيما امتنعت كل من mtv وotv، عن البث المباشر وعتّمتا على الحدث، علماً أن قناة «المرّ» ما زالت تحمل شعلة «الثورة» وشعار «لبنان ينتفض»! وبعد وقت قليل من دخول الشبان، وانتشار الخبر، استقدمت قوى من الأمن الداخلي للتدخل وتحت أعين الكاميرات سيق الشبان الى آليات أمنية، وتعاطى عناصر الأمن معهم بطريقة عنفية، وفيما ساد هرج ومرج بين هؤلاء والمحتجين، ضيّق على وسائل إعلام كانت تغطي الحدث مباشرة على الهواء، فحاول العناصر إبعاد عدسة «الجديد» عن المواكبة، فيما منع فريق lbci، من تصوير اعتداء قوى الأمن على المحتجين.