المقابلتان الحصريتان اللتان خصّ بهما مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنير، وكالة «رويترز»، وفيهما كشف عن الخطة الإقتصادية «للسلام في الشرق الأوسط» أو ما يعرف بـ «صفقة القرن»، التي تقضي باستثمار نحو 50 مليار دولار في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة لها، كانتا بمثابة صفارة الإنطلاق ببدء تطبيق «صفقة العار»، كما اصطلح على تسميتها، لما تهدف اليه من تصفية القضية الفلسطينية، وتوطين فلسطينييّ الشتات في البلدان المتواجدين بها، لقاء أموال خصصت لكل من لبنان، مصر، والأردن. التفاصيل التي أعلن عنها كوشنير حول طرق استثمار هذه الأموال في الضفة أو غزة، يضاف اليها عقد «مؤتمر البحرين» في المنامة أواخر الشهر الحالي، تحضيراً لهذه الصفقة، ولبحث جوانبها الإقتصادية، خاصة أنها مسماة «السلام من أجل الإزدهار»... كل هذه الأجواء توزعت على منحيين: الأول تمثل في رفض شعبي عارم لما يحضَّر للقضية الفلسطينية، فقد شهدت بعض المدن العربية على رأسها الرباط، احتجاجات شعبية في الشارع رفضاً لهذه الصفقة. أما المنحى الثاني، فتوزع إعلامياً على دول الخليج المتصارعة. ففيما حاولت قطر، وشبكة «الجزيرة» تحديداً، التركيز على السعودية، وادخالها في ترتيب الصفقة مع الفريق الأميركي، بدأت في بعض الإعلام الخليجي حملة الترويج لأهمية هذه الصفقة. يمكن أن نذكر على سبيل المثال شبكة «سكاي نيوز عربية » التي أطلقت على الصفقة تسمية «المبادرة الأميركية لحلّ أزمة الشرق الأوسط» للإيحاء بأن ما يطبخ حالياً، يهدف إلى حلّ «أزمة الشرق الأوسط» من دون أن تذكر «اسرائيل» علانية. من يتابع القناة الإماراتية، يتقين جيداً أن الترويج لـ «صفقة القرن» جار على قدم وساق، من خلال دعوة العرب الى «التعاطي الإيجابي» مع الصفقة، والوصول بشكل نهائي الى «كيان فلسطيني بين الضفة وغزة»! على مقلب المنصات الإفتراضية، نشط هاشتاغ «#يسقط_مؤتمر_البحرين»، ضمن حملة قادها الناشطون، تنديداً بـ«مؤتمر المنامة»، الذي يُدعا اليه للمرة الأولى إعلام صهيوني. هكذا، دخل الأراضي البحرينية، صحافيون اسرائيليون، راحوا ينشرون صورهم على وسائل التواصل الإجتماعي احتفاءً بهذه الخطوة في مقابل غضب شعبي عارم، يرفض «صفقة العار»، ويتمسك بالقضية الفلسطينية، ولا يملك سوى التذكير بقصيدة الشاعر أمل دنقل «لا تصالح»!