منذ القرن السابع عشر وبدء انتشار أدب الطفل، اتكأ بشكل جوهري إلى القصص الشعبية المليئة بالحكم والتسلية والمعاني لمواجهة أهوال الحياة. وقد حاول الكتاب صياغة حكايات الأطفال على غرار تلك المآثر الخالدة في الحضارات القديمة، ومعظم المبدعين الأوائل في قائمة أدباء الأطفال كانوا من معدي أو جامعي الحكايات الشعبية. لكن الزمن اختلف، ومعه أدب الطفل. لكنّ أحداً لم يتوقع أن يصل غلى هذا المستوى. في الساعات القليلة الماضية، اشتعلت صفحات بعض الفنانين والكتاب والمهتمين بالأدب السوري بصور مجتزأة من قصة خاصة بالأطفال بعنوان «السلسلة الأخلاقية للناشئين» من تأليف عبد اللطيف أحمد يوسف (صادرة عن «دار المناهل» و «دار اليقين» في دمشق). صورت الصفحات الفايسبوكية المحتجة بضع صفحات من الكتاب الذي يحكي قصة صديقين يهدي أحدهما الآخر سجائر ليتعاطاها من دون علم أهله، ثم يروي عن ارتيادهما الملهى الليلي، ويشرح طريقة مواعدة الفتاة ومشاركة الصديقين لقاءاتها. وغالباً، يبدو القصد من ذلك تنبيه الطفل، لكن ذلك لاقى استهجاناً كبيراً أوّله من السيناريست السورية نور الشيشكلي التي اقترحت أن تسمى السلسلة باللاأخلاقية، فيما طالب النجم مصطفى الخاني التقصي عمن يقف خلف انتشار هذه الكتب وعلّق بالقول: «إن كان هذا الكاتب النابغة يكتب ذلك كي يعلم الطفل الابتعاد عن رفاق السوء، فهذا كاتب لا يفقه ألف باء أدب الطفل، لأنه علّمه بشكل مباشر كل ما هو سيء كي يستنتج الطفل لاحقاً عبرة جيدة بشكل غير مباشر».