عشية انتهاء «مونديال روسيا 2018» يوم الأحد الماضي، أطلق أحد الظرفاء على مواقع التواصل الإجتماعي نكتة حول «تلفزيون لبنان»، مفادها أنّ متابعة هذه الشاشة ستتجدّد في عام 2022، أي في «كأس العالم» المقبل في قطر. صحيح أنّ القناة الرسمية التي لطالما طالتها سهام النكات حتى بعد تغييرات كثيرة طرأت عليها، غير أنّه لا يمكن لأحد أن ينكر المكانة التي استحوذت عليها الشاشة الرسمية خلال الشهر الماضي عبر نقلها لوقائع «كأس العالم» عبر تردّداتها الأرضية. فقد عاد اللبنانيون لمشاهدة قناتهم الوطنية التي استطاعت خلال وقت قليل وبإمكانات متواضعة، تجنيد طاقم تقني وبشري لمواكبة الحدث العالمي. الملاحظات موجودة طبعاً، خصوصاً لناحية أداء المعلّقين الرياضيين، إلا أنّنا لا نستطيع حجب الحقيقة المضيئة. انقسم العمل في «تلفزيون لبنان» بين استديو التحليل الرياضي الذي استضاف محلّلين وخبراء في هذا المجال، إضافة إلى نجوم التلفزيون (لتدعيم المشاهدة)، فيما تولّت زمامه الصحافية الرياضية ريّان مسلّم، إلى جانب المعلقين على المباريات: إيلي قسيس، ومحمد كركي، وعلي حداد. لقد عمل هذا الفريق التقني والبشري بجهد لافت، وصل في اليوم الأخير إلى 9 ساعات عمل متواصلة.
في ظل عودة التلفزيون الرسمي إلى مكانته في بيوت ومقاهي اللبنانيين، لمع نجم مسلّم. صحيح أنّ الأخيرة سبق أن ظهرت على الشاشة الصغيرة (lbci) قبل عامين، إلا أنّها استطاعت طوال هذا الشهر «المونديالي» لفت الأنظار، كونها بالدرجة الأولى إمرأة تواكب الحدث الرياضي. في الأحوال العادية، يجب أن يكون الأمر طبيعياً، لكن اللبنانيين ــ والعرب عموماً ــ ليسوا معتادين على هذه الفكرة، لـ «ندرة» النساء المولعات بهذا المجال، و «لغرابة» المسألة أيضاً ضمن المنظومة الذهنية الذكورية للمجتمعات العربية. إلى ذلك، استطاعت المعلّقة الشابة إبراز أداء لافتاً في الحوار، وفي تقديم المعلومات الرياضية التي تملكها والتي اتسمت بالغنى، وإيصالها إلى المشاهد بسلاسة، وإن كان يؤخذ عليها أنّها تتكلّم بسرعة إلى درجة لا يصعب على بعض المتابعين مجاراتها باستمرار.
أمس الإثنين، نشرت مسلّم على حسابها الفايسبوكي بوستاً طويلاً، تحدّثت فيه عن هذه التجربة التلفزيونية التي «تفتخر» بها، وشكرت «تلفزيون لبنان» على منحها هذه الفرصة، كما ضربت موعداً جديداً مع المشاهدين بعد 4 سنوات في قطر مع «المونديال» المقبل.