القاهرة | أعادت استقالة الكاتب والروائي المصري يوسف زيدان، من «مؤسسة تكوين الفكر العربي» الحديث عن المؤسسة التي دائماً ما كانت عرضة للهجوم عليها وعلى مجلس أمنائها منذ المؤتمر الأول الذي عقدته في القاهرة في بداية أيار (مايو) الماضي. لم يفند أحد الأحاديث التي تنشرها المؤسسة لمختصين عرب في التاريخ والخطاب والنقد، كما لم تكن النقاشات حولها - كما تريد المؤسسة نفسها - نقدية تسعى إلى كشف الكثير من اللغط حول الأديان وتاريخها في المنطقة. ونال يوسف زيدان نصيباً كبيراً من الهجوم على «تكوين»، حين توجّه إلى الكاتب السوري فراس السواح، «ممازحاً»: «أنا وأنت أهم من طه حسين». لكن بعدما أعلن على فايسبوك عن استقالته من المؤسّسة بحجة «تخصيص كل وقتي للكتابة، فهي فقط التي تدوم، وربما تثمر في الواقع العربي المعاصر، الذي بلغ حداً مريعاً من التردي»، خفّ مستوى الهجوم عليه. وردت «تكوين» على استقالته ببيان أكّدت فيه احترامها لقراره ومساهمته «البناءة والمثمرة في تكوين المؤسسة ووضع لبناتها الأولى»، معربة عن تفهمها للاستقالة «في ظل الضغوط التي تعرّض لها في المدة الأخيرة، وكمية الهجمات التي طالته وطالت المؤسسة».
وتعرّف «تكوين» عن نفسها بأنّها تعمل على «تطوير خطاب التسامح والتحفيز على المراجعة النقدية للمسلمات، وإعادة النظر في الثغرات التي حالت دون تحقيق مشروع نهضوي انطلق منذ قرنين». لكن منذ أن عرفها الجمهور في مصر والعالم العربي وهي تتعرض لهجوم كبير طال المشاركين فيها، خصوصاً مجلس أمنائها الذي بات يضمّ كلاً من الكاتب المصري إبراهيم عيسى، والباحث المصري إسلام البحيري، والكاتب السوري فراس السواح، واللبنانية نايلة أبي نادر، والأكاديمية التونسية ألفة يوسف.
ورغم أنّ موقع المؤسسة الإلكتروني يحفل بموضوعات أخرى عن التاريخ والخطاب واللغة، إلا أنّ ما اشتهر عن المؤسسة هو حديث ارتبط بـ «الدعوة إلى الإلحاد وإنكار السنة النبوية»، وصورة مفبركة تدّعي بأنّ مجلس الأمناء «يشرب الخمر لدى مناقشة موضوعات الدين». ولدى المؤسسة فيديوات لوزير التعليم المصري السابق طارق شوقي، وهو يتحدث عن المناهج الدراسية وعلاقتها بالتطرف، والروائي المصري يوسف القعيد عبر بودكاست «صورة وصوت» الذي تقدمه الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت. وقد استضافت الأخيرة أيضاً آخرين من دول عربية أمثال الروائي سعود السنعوسي للتحدّث عن «فخّ المبدع والجوائز». لكن لدى الهجوم على «تكوين»، لم يتحدث أيّ من هؤلاء وتركوا المؤسسة وحيدةً تواجه جحافل من المنتقدين. كما أنّ الإنتاج الإعلامي للمؤسسة لا يحظى بأي رواج، فحتى الآن، يبلغ عدد متابعيها 27 ألفاً. ولا تزال «تكوين» تنشر فيديوات ومنتجات إعلامية على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن خفت الحديث عنها، وإن إعادتها استقالة زيدان إلى الواجهة لوقت قليل.