يُسدل الستار، اليوم الأحد على الدورة الثامنة والثلاثين من «معرض تونس الدولي للكتاب» التي انطلقت في 19 نيسان (أبريل) الحالي، بعدما كانت وزارة الشؤون الثقافية قد أعلنت إلغاء الحدث. غير أنّه مع تدخّل الرئيس قيس سعيد افتُتح المعرض الذي يمثّل فرصة كبيرة للناشرين التونسيين والعرب لتسويق إصداراتهم.كان حضور فلسطين طاغياً هذه السنة، سواءً ضمن البرنامج الثقافي أو على صعيد الجدل الذي حدث أمس عندما احتجّ عدد من الناشطين الشباب على حضور إيطاليا كضيف شرف كونها مساندة للكيان الصهيوني الغاصب، رافعين شعارات: «إيطاليا دولة فاشية»، و«مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة»، و«الحرية لفلسطين». كما لوّحوا بالعلم الفلسطيني، ما أجبر الوفد الإيطالي ومرافقيهم من المسؤولين التونسيين على الانسحاب من الجناح المخصّص لهذا البلد.
لكن في جناح وزارة الثقافة، نظّمت «دار خريف للنشر» ندوة حول القضية الفلسطينية بعنوان «غزّة تقاوم»، وتحدّثت خلالها الصحافية آسيا العتروس صاحبة كتاب «شيرين أبو عاقلة عروس جنين التي اغتالها الاحتلال». وكانت هذه الأمسية مدعومة من «نقابة الصحافيين التونسيين»، وحضرها سفيرا فلسطين ولبنان في تونس، والباحث الفلسطيني هاني مبارك، والباحثة في القانون الدولي الإنساني سوار العرفاوي.
رأت العتروس المتخصّصة في الشأن الدولي أنّ إسرائيل تريد جريمة بلا شهود، لذلك استهدفت الصحافيين الذين يواكبون بالصوت والصورة جريمة الإبادة الجماعية في غزّة منذ سبعة أشهر متواصلة.
وحافظ المعرض ككل عام على نسبة كبيرة من الإقبال، خاصة من الأطفال في إطار الرحلات المدرسية من كل محافظات البلاد. لكن مستوى المبيعات كان أقل من المتوسّط بسبب ارتفاع كلفة الكتاب وبالتالي ارتفاع الأسعار، إضافة إلى إقامة الحدث في توقيت خاطئ إذ أعقب شهر رمضان وعيد الفطر اللذين تنفق فيهما العائلة التونسية الكثير.
ولم يختلف البرنامج الثقافي عن السنوات السابقة، إذ اتهم عدد كبير من الكتّاب التونسيين هيئة المعرض، وتحديداً رئيس «اتحاد الكتّاب التونسيين» عادل خذر، بإقصاء الكتّاب غير الجامعيين واستثناء الشعراء من الأنشطة بالكامل، ما عدا لقاء يتيم حول الشاعر الراحل محمد الغزي ( 1949 ــ 2024).