لم يمرّ يوم أمس إلا بعدما ترك خبراً حزيناً على الوسط الثقافي السوري برحيل التشكيلي أيمن الدقر اليوم (1954- 2023). لعلّ مضيّه قبل أن يصل عامه السبعين بمثابة إعلان عن أفول مرحلة وجيل ناضل حتى أرسى قواعد ثقافية متنوعة وعاش مرحلة ذهبية غنية ثم انتهى به الحال إلى خيبة كبيرة مع وصول البلاد إلى الدرك الأسفل من التهاوي والترّنح على كافة الأصعدة.التشكيلي من مواليد مدينة دمشق، تخرج من كلية الفنون الجميلة في مدينته التي لم يفارقها طيلة حياته إلا بداعي العمل. شغل منصب رئيس فرع دمشق لنقابة الفنون الجميلة عام 1994، ونقيب الفنون الجميلة عام 1998.
شارك الدقر في المعارض الرسمية والعالمية للفنون التشكيلية، وأقام عدة معارض للوحاته داخل سوريا، و عدة دول منها ألمانيا والسعودية والإمارات.
كما شارك عام 1983 في مهرجان الشباب العربي في الرياض، وكان الفنان العربي الوحيد الذي بيعت لوحاته حينها، وأقام معرضاً في دبي عام 1998.
شغل منصب رئيس المكتب الفني لـ «دورة حوض البحر الأبيض المتوسط» العاشرة 1987 التي أقيمت في اللاذقية، وحاز عدة جوائز في تصميم الأوسمة في سوريا.
أسس الدقر المهرجان الثقافي الأول في المحافظة. ثم امتد مشواره إلى التأليف، حيث خاض تجربته الأولى من خلال مسرحية «سلطان بالزور» عندما كان يدرس في كلية الفنون، ولحّن كل أغاني المسرحية.
على طرف مواز، عمل الراحل في الصحافة أيضاً أثناء دراسته في كلية الفنون الجميلة، وكتب مقالات في أكثر من مجلة وجريدة محلية وعربية.
سافر إلى الإمارات عام 1996 وعمل مديراً لتحرير مجلة أسبوعية، وأسس مجلة «أبيض وأسود» السياسية الاقتصادية الأسبوعية، مع محمد بلال توركماني، وشغل فيها منصب المدير المسؤول ورئيس التحرير، كما شغل منصب المدير العام لدار الأولى للنشر والتوزيع.
رسم الكاريكاتور في مجلة «حياة الناس» الصادرة في دبي، ثم عين رئيساً لقسم التحقيقات فيها.
وفي سنة 2015 عاد إلى الكتابة لكن من بوابة الدراما هذه المرّة. ألّف مسلسل «حارة المشرقة» (إخراج ناجي طعمي وبطولة سلاف فواخرجي) عرض على قناة «أبو ظبي دراما» ورغم أنه مني بحملة نقدية شرسة لكّنه كان بمثابة تجربة جديدة بالنسبة للكاتب.
---
* يشيّع الراحل اليوم الخميس من مستشفى «دار الشفاء» ليصلى عليه في «مسجد الثناء» في العدوي ثم يوارى ثرى مقبرة «باب الصغير –ماوردي» وتتقبل عائلته التعازي يومي الجمعة والسبت من السادسة حتى الثامنة مساء في «صالة المحاربين القدماء» في حيّ السبكي.