توفي الروائي كنزابورو أوي (1935 ــ 2023) الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1994 الذي تميز بكتابات خارجة عن التقاليد الراسخة في اليابان، عن 88 عاماً، على ما أعلنت دار نشر «كودانشا» اليوم الإثنين.وقالت دار النشر في بيان إنّ أوي «توفي بسبب الشيخوخة في الساعات الأولى من يوم الثالث من آذار/ مارس»، مضيفة أنّه دُفن في جنازة عائلية. وأوي الذي اشتُهر بآرائه المسالمة والمناهضة للأسلحة النووية، كان يعتبر نفسه من جيل كتّاب «أصيبوا بجرح عميق» جراء الحرب العالمية الثانية «لكنّهم رغم ذلك مفعمون بالأمل في ولادة جديدة».
وتطرّقت قصصه الروحية المتأثّرة بالثقافة الأدبية الفرنسية والأميركية، إلى قضايا مختلفة من مفاهيم حول الإعاقة إلى الفرق بين تقاليد القرى وحياة المدينة الكبيرة.
وُلد أوي في 31 كانون الثاني (يناير) 1935 وترعرع في محافظة إهيمه في جزيرة منطقة شيكوكو، وهو الابن الثالث في عائلته المكوّنة من سبعة أشقاء، علّمته جدته الفن والأداء الشفهي. لكن بعد رحيلها ورحيل والده، أصبحت والدته هي معلّمته الأساسية وساعدته على حب القراءة وتنمية موهبته الإبداعية.
بدأ نشر قصصه عام 1957 تحت عنوان «معطاؤون هم الموتى»، عندما كان لا يزال طالباً. وكانت روايته الأولى «اقطف البرعم ودمّر الذرية» عام 1958، التي لقيت إعجاباً واسع النطاق. وفي عام 1961، نشرت مجلة أدبية يابانية رواياته «السابعة عشر وموت الشباب السياسي».
تزوّج أوي في طوكيو عام 1960، وأنجب 3 أبناء، أصيب ابنه الأكبر بتلف دماغي منذ ولادته في عام 1963، وأصبحت تلك الإصابة دافعاً متكرراً في كتابات أوي منذ ذلك الحين.
وتعمّق أوي بعد ذلك في النشاط السياسي، حيث كان ضمن اليسار الجديد وألّف عملاً بعنوان «هموم شخصية» عام 1964، تناول فيه مشكلات الشباب في مرحلة ما بعد الحرب، متخذاً من شخصية ابنه هيكاري الذي وُلد باحتياجات خاصة محوراً ورمزاً لإعاقة أشمل. ومن بين أعمال أوي الأخرى، نذكر «علمنا كيف نتجاوز جنوننا» (1969) و«استيقظ أيها الإنسان الجديد» (1983).
لكن عقب حصوله على نوبل أعلن توقفه عن الكتابة، معلناً أن ابنه أصبح صوته.
وفي 2019، أصدرت «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» في بيروت، الترجمة العربية لرواية «الموت غرقاً»، التي تجمع بين السيرة الذاتية والأجواء المتخيّلة والصورة والتاريخ، لأوي.