كأنّ قدر الشعراء العراقيين أن يموتوا غرباء. مات بدر شاكر السيّاب في الكويت، ورحل أحمد الصافي النجفي برصاصة قنّاص في بيروت، وانطفأ الجواهري، ثم البياتي في دمشق، ورحلت نازك الملائكة في القاهرة، ومات سركون بولص في ألمانيا، وها هو مظفّر النواب يغيب أمس في أحد مستشفيات الإمارات. لكنّ صاحب «للريل وحمد» و«القدس عروس عروبتكم» خالد خلود الدهر. فقد كان الشاعر الغاضب الذي حرّكت قصائده التعبوية الهادرة، الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج. كما كان الشاعر الملتصق بهموم ووجدان شعوب المنطقة، الساخط على سماسرة القضية، قضية فلسطين. وهو أيضاً الرائد في تجديد القصيدة العامية العراقية، بشعر مجبول بالحزن وبحضارة بلاد الرافدين