وقّع الكاتب والصحافي المصري بشري عبد المؤمن أخيراً كتابه الجديد «أنا يوسف إدريس» (دار ريشة للنشر والتوزيع) حول سيرة أحد أهم القصّاص والروائيين المصريين يوسف إدريس (1927 – 1991). الكتاب الذي قدّم له الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، يستعيد حياة إدريس منذ طفولته ونشأته وحياته الأدبية التي تفرّغ لها بعدما كان قد درس الطب، وتخصّص في الطب النفسي. ويأتي الكتاب حصيلة رحلة طويلة من البحث في أرشيف إدريس، في المجلات والصحف ومؤلّفاته. وفيه، يورد عبد المؤمن فصولاً من حياته، وعلاقته مع الرؤساء الثالثة عبد الناصر والسادات ومبارك، بالإضافة إلى علاقته مع الصحافي الراحل محمد حسنين هيكل. يخصّص الكتاب مساحة وافرة لعلاقة إدريس مع الروائي المصري نجيب محفوظ، والتي تعدّ من أشهر العلاقات الأدبية، وأكثرها إثارة. وبتتع الكاتب مراحل هذه العلاقة وصولاً إلى نيل محفوظ «نوبل الآداب» التي أدّت إلى توتّر بينهما. يستعيد المؤلّف علاقات إدريس الأخرى مع كتاب وشعراء ذلك العصر، منهم الشاعر الراحل أمل دنقل، وطه حسين وآخرين. هكذا يأتي الكتاب، ليستعيد أهم الكتاب المصريين، الذي لقّب بـ «تشيخوف العرب»، بفضل قصصه التي ظلّت قريبة من القرية المصرية، فيما أثرى المكتبة العربية بالعديد من القصص والروايات التي تحول عدداً منها إلى أعمالٍ مسرحية وسينمائية شهيرة مثل «االنداهة» و«الحرام». ويأتي الكتاب، في وقت تعاني فيه أعمال إدريس الأدبية من الإهمال والغياب، حيث لم تعد طباعة العديد من أعماله الأدبية ولا المسودّات والوثائق التي تركها بعد رحيله سنة 1991.