رحل الموسيقار اللبناني الياس الرحباني، اليوم الإثنين، عن عمر 83 عاماً. الشقيق الأصغر للأخوين الراحلين عاصي ومنصور الرحباني، هو موسيقي وملحن وموزع وكاتب أغاني وقائد أوركسترا، أنجز أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة. كما ألّف معزوفات كلاسيكية على البيانو وموسيقى تصويرية لـ 25 فيلماً ومسلسلاً، أشهرها لأفلام «دمي ودموعي وابتسامتي» و«حبيبتي» و«أجمل أيام حياتي» ومسلسل «عازف الليل».درس الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية والمعهد الوطني للموسيقى، إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين.
أحب الموسيقى بعدما تعرّف عليها من خلال أخويه عاصي ومنصور الرحباني اللذان يكبرانه في السن.
في التاسعة عشرة من عمره، أراد التوجه إلى روسيا ليكمل دراسته. لكن إصابة في يده اليمنى منعته من ذلك. فكان تلاشي الحلم صدمة عظيمة له. وبعدما تخلّى أستاذه عن تعليمه، صمّم على المتابعة بيده اليسرى، ووجّه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي. في عام 1958، تعاقدت معه «هيئة الإذاعة البريطانية» على تلحين 40 أغنية و13 برنامجاً.
كان عام 1962 محطة رئيسية في حياته، إذ بدأ فيه التعاون مع مغنين معروفين، بأغنية «ما أحلاها» لنصري شمس الدين، فيما بدأ العمل كمخرج ومستشار موسيقي في إذاعة لبنان، وتعرّف على حبيبته نينا خليل وتزوّجها، قبل أن ينجبا غسان و جاد.
بقي في إذاعة لبنان حتى 1972، واشتغل أيضاً منتجاً موسيقياً لدى شركات إنتاج أسطوانات، ثم سافر في 1976 مع عائلته إلى باريس.
شكّل مع منصور وعاصي وفيروز مرحلة ذهبية للمسرح والموسيقى والفن اللبناني. ارتبط اسمه بعدد من أغاني فيروز الشهيرة، من بينها «يا لور حبك»، «يا طير الوروار» و«كان عنا طاحون».
الفنان الذي اشتهر بحبّه للحياة وخفّة ظلّه، لحّن كذلك أعمالاً لصباح منها «كيف حالك يا أسمر» و«شفته بالقناطر». كما غنّى من ألحانه كبار أمثال وديع الصافي وملحم بركات وغيرهما
على صعيد المسرح، أنتج وألّف باقة من الأعمال، منها «وادي شمسين» و«سفرة الأحلام» و«إيلا». وفي مجال الشعر، صدر له ديوان «نافذة العمر» في عام 1996.