تقول أسيل في حديثها مع «الأخبار» إنّها مع زوجها جرّبا سابقاً اعتلاء منصّة الموسيقى «لنبعث جملة رسائل واضحة للشعب الإسباني وشعوب العالم أجمع... من هنا أتت فكرة مشروع «الحب في سوريا» للتعريف بالثقافة والفن السوريين، والإضاءة على ملامح الجمال أمام الأوروبيين عموماً والإسبان خصوصاً... انطلق المشروع مطلع عام 2018 على خشبة المعهد العالي للموسيقى في برشلونة، تلته حفلة في ليون الفرنسية».
الحفلات أحياها أحمد وأسيل برفقة بمجموعة من أهم العازفين السوريين، إلى جانب إطلاقهما مشروع «سلام من الأندلس» الذي تخبرنا المغنية السورية عنه قائلة: «نزلنا العام الماضي إلى سوريا مع فرقة فلامنكو إسبانية مؤلفة من 8 عازفين وراقصين وأحيينا حفلتين، إحداهما في دار الأوبرا، والثانية على المدرج الرومان في جامعة القلمون، بهدف أن يكون تبادل ثقافي بين الأندلس ودمشق في نوع موسيقي سهل التلقي بسلاسة تشبه طريقة استقبال الغناء العربي. كان الهدف أن يعود عناصر الفرقة بمثابة سفراء يروون ما شاهدوه في سوريا بعيداً عن السياسة والإعلام... بفعل التماس مع الجمهور السوري والتعرف إلى منطقه في تذوق الموسيقى والجمال». المشروعان فتحا فرصة أمام الثنائي لجولات واسعة في العالم، فقد كانا على موعد مفترض مع جمهور سويسرا والبرتغال لولا أنّ انتشار فيروس كورونا المستجد ألغى كلّ شيء!
وصلت الإصابات في إسبانيا إلى قرابة 11 ألفاً، بينها 500 حالة وفاة، الأمر الذي ترافق مع حجر صحي منزلي. وبسبب عدم قدرة المشافي على الاستيعاب بات البعض يصلون لأخذ جرعة أوكسجين بعد حالات اختناق يعانون منها ثم يعودون إلى منازلهم!
تحكي أسيل مسعود عما تعايشه مدينتها من هلع، موضحة أنّه «لا نريد تسخيف الموضوع، لكن أيضاً علينا محاربة القلق والخوف وهما ألدّ عدويين للمناعة، أي السلاح الوحيد حتى الآن في محاربة الفيروس لذا كان أمامنا فرصة لبث دفقات من الراحة والجمال. فتحنا شرفة الاستديو وعلّينا صوت الغيتار وبدأت بالغناء، فخرج جميع الجيران إلى الشرفات وتفاعلوا بشكل مذهل. كما وصلتنا رسائل من موسيقيين في الحي برغبتهم بالتفاعل وتحويل الحالة إلى طقس يومي إلى جانب فترة التصفيق لعمال القطاع الصحي وعمال النظافة».
الفكرة تساعد على اعتصام الناس في بيوتهم، وتطويع الوقت ليكون فرصة للمتعة والفائدة وربما وصولها إلى سوريا ولبنان يساهم في نشر الوعي لتطبيق الحظر المنزلي.