أصدرت «الجمعية التاريخية اللبنانية»، اليوم الخميس بياناً حول «أوضاع الجامعة اللبنانية»، مؤكدة فيه أنّ هذه المؤسسة التربوية الوطنية «مجسدّة للهوية الثقافية للشعب اللبناني، وتؤمّن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية المستدامة لشباب الوطن، كما تعمل من أجل إعداد مواطنين ذوي مهارات عالية، وتتطوّر وتحسّن سائر حلقات التعليم الابتدائي والتكميلي والثانوي».الجمعية التي تضم بين أعضائها عمداء ومدراء سابقين ورؤساء اقسام لمادة التاريخ وأساتذة ما زالوا في الخدمة وآخرين متقاعدين في الجامعة اللبنانية، شدّدت على تمسّكها بمجموعة من المبادئ التي تتلخّص بـ «اعتماد قيم العدل والحرية والمساواة والتضامن في هذه المؤسسة، وتطبيق القوانين والقيادة الجماعية من خلال المجالس التمثيلية، واحترام الحريات الاكاديمية ومبدأ المساءَلة، الأمر الذي يعزز الاستقلال الذاتي الحقيقي للجامعة. بالإضافة إلى احترام مسار العدالة في حسم ملفات المسؤولين في الجامعة، والتنبه الى مسائل «تفقيس» شهادات الدكتوراه، وتقويم الأبحاث والترقيات الى رتبة أستاذ، واليات تعيين المسؤولين».
بناءً على ذلك، أكدّت الجمعية مجموعة من النقاط على رأسها: «عودة القانون إلى الجامعة والحفاظ على استقلاليتها في إطار المساءَلة، وممارسة القضاء صلاحياته كاملة، والحفاظ على الحريات الأكاديمية المنصوص عليها في الشرعة العالمية للتعليم العالي وشرعة هيئات التدريس المقرّة من قبل الاونسكو، والموقّع عليها من قبل الحكومة اللبنانية. ورفض ملاحقة بعض القيادات الاكاديمية والنقابية التي اثبتت اخلاصها للجامعة وللوطن عبر تاريخها النضالي الطويل».
وتطرّق البيان كذلك إلى ضرورة «تنفيذ المرسوم المتخذ من قبل مجلس الوزراء في 5/5/2008 والمتعلق بإنشاء خمسة مجمعات جامعية، والانطلاق من ذلك لتطبيق اللامركزية الموسعة، واعتبار ذلك المؤشر للإنماء المتوازن المنصوص عنه في الدستور. وتالياً صرف الأموال اللازمة لهذه المجمعات من خلال القروض الخارجية ومن خلال القوانين – البرامج في الموازنة العامة»، بالإضافة إلى «تحسين جودة التعليم من خلال هيئة إدارية حديثة ومدرّبة، ومن خلال وضع احتياجات الطلاب في مقدمة الاهتمام لأي مسؤول، مع اعتبار الأساتذة والاداريين والطلاب شركاء أساسيين وأصحاب مصلحة في تقييم وتجديد أساليب التدريس والمناهج الدراسية، وإشراك الجميع في عمليات التقويم الذاتي ورسم السياسات المستقبلية».
ومن بين النقاط التي ذكرت في النصر، هناك «تأمين مجمعات سكن لأصحاب الدخل المحدود من الطلاب مع ضرورة إعادة العمل بالمنح الوطنية. وتأكيد دور الدولة في تمويل التعليم العالي من خلال موازنة سخية ومدروسة للجامعة الوطنية…».
وفي النهاية، توجّهت «الجمعية التاريخية اللبنانية» بالشكر إلى «اتحاد المؤرّخين العرب» الذي أرسل «شهادة وسام المؤرخ العربي» في هذا الوقت بالذات، للمؤرّخ والأكاديمي اللبناني عصام خليفة، مسؤول الإعلام في الجمعية وأحد الأعضاء المؤسسين، مشددةً على حرصها الكامل للاستمرار في «تجديد البحث التاريخي ونهضته في لبنان والعالم العربي».