على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مرَّ البيان الختامي للقمّة العربيّة من دون التفات من الرأي العربي، ربّما باستثناء مارك ضوّ (الذي وصف جهود الجامعة العربيّة بـ «الجبّارة») وناصيف حتّي (الذي كتب في جريدة محمد بن سلمان مُذكّراً، طبعاً، بمبادرة السلام السعوديّة وضرورة الاعتماد على «الشرعيّة الدوليّة»). بعد ردّة فعل إسرائيل وأميركا على قرار المحكمة الجنائيّة الدوليّة، أصبح الكلام عن «الشرعيّة الدوليّة» أشبه بالهزل غير المُضحك. نتنياهو هدَّد حياة كريم خان فيما يُعدّ الكونغرس الأميركي حزمةً من العقوبات ضد المحكمة وأشخاصها. مشهد دخول محمد بن سلمان إلى القمّة، والزهور تُنثَر فوقه، كان أكبر إهانة لضحايا غزة. صحيح أنّ الأسرة الحاكمة في البحرين مدينة بوجودها للمملكة، لكنّ حفلة العرس هذه لا تليق في زمن الإبادة. أوّل بند من قرارات القمّة لم يتعلّق بالقمّة، بل كان تعزية لدولة الكويت عن وفاة نواف الأحمد. البند الثاني للقمّة لم يتعلّق أيضاً بفلسطين، بل كان تعبيراً عن تقدير القمّة لجهود المملكة أثناء مدة رئاستها للقمّة. البند الثالث وصل إلى موضوع فلسطين وذكّرنا أن هناك لجنة وزاريّة عربيّة ــ إسلاميّة مُشتركة. اللجنة كانت تهدف إلى وقف العدوان بصورة عاجلة، لكنّ نتائجها الباهرة لم تصل إلا إلى عربي واحد هو مارك ضوّ. وشكرت القمة جهود هذه اللجنة. طلبت القمّة وقف العدوان لكن من دون وصف الآليّة. لكنّ القمّة أثلجت القلوب عندما ذكّرت بأن قضيّة فلسطين هي «القضيّة المركزيّة وعصب السلام والاستقرار في المنطقة». أي إنّها ليست عادلة بقدر ما هي مُريحة لسعاة السلام والاستقرار في «إسرائيل». طبعاً، أدركت القمّة أنّ هناك في مكان ما في غزة رجلاً مقداماً بات أكبر قامةً (برأي العالم العربي) وأكثر نفوذاً من كل المجتمعين في المنامة. لهذا ذكّرت القمّة بدعوة «الرئيس محمود عبّاس، رئيس دولة فلسطين» من أجل عقد مؤتمر يتسامر فيه العرب والإسرائيليّون على أساس مبادرة السلام السعودية التي لم تتوقَّف إسرائيل عن رفضها على مرّ أكثر من عشرين سنة، والتي لا يزال العرب الرسميّون متشبّثين بها إلى الأبد إمعاناً في ممارسة السلام بأحلى صوره.

0 تعليق

التعليقات