على جبلِ الزيتون، حيث مِن هناكَ سيُساقُ إلى الذبح، ركعَ اليتيمُ بينَ يَدَيْ نفسِهِ، وَ «طفقَ ينشجُ ويبكي».
طفقَ ينشجُ ويبكي (حسبَ روايةٍ لم يلبثْ مُنَـقِّحو دموعِ الشّهداءِ أنْ حذفوها من كتابِ تاريخِ الألم، بتهمةِ التزويرِ والاستهانةِ بشجاعةِ الشجعانِ المنذورين للموت).
قبلَ أنْ يحذفوا حياتَهُ، حذفوا دموعَه وخوفه. وتركوه يسهرُ وحيداً بلا صاحبٍ ولا مُعين.
: «أوَساعةً لم تسهروا معي؟...» / قال وبكى.
أمّا هم (جميعُ «هم») فأداروا ظهورَهم لخوفهِ ودموعه. وحين سُئلوا عنه أنكروهُ واكتفوا بالتَفَـرُّجِ على آلامِ بطولته..
: تركوهُ يصيرُ بطلاً، وَ يموت.
تركوهُ يموتُ لكي يُصَيّروه ربَّهم ويَتباهوا بصحبتِهِ وعبادةِ صليبه.. صليبِهِ الذي صنعوه، صليبه الذي صَيّرهُ عالياً وخالياً من الحياة، وصَيَّرهم قدّيسين وأبطالاً وصيارفةَ دموعٍ وأناجيل.
أولئك الذين كانوا إخوته...
أولئك الذين حذفوا دمعتَهُ وقلبَه.