في المرآةِ، كلانا ينظرُ في وجه الآخَرِ ويقول: لَشَدَّ ما تَغيَّرت! وكلانا، إذْ لا يريدُ أنْ يُبصِرَ دمعةَ صاحبِه، يَتنهّدُ في سِرّهِ ، ويبتسِم. .. غداً : كلانا لا وجودَ له، والمرآةُ باقيةٌ...
هكذا، لغيرِ ما سبب (أعني: هكذا، لجميعِ الأسباب) فيما أنا أتَطلّعُ إلى الأرضِ، كعادتي حين أمشي، خطرَ على باليَ الملوكُ والسفّاحون والفلاسفةُ واللّصوصُ والكهنةُ وصيارفةُ الحروبِ والعقائد. وأبصرتُ، في...
أنا أصغرُ مِن أن أُرى، وأقلُّ شأناً من أنْ أُسمَع. مع ذلك ها أنا أُلقي بزجاجةِ صراخيَ في البحر وأنتظرُ الردّ (ذلك كلُّ ما أستطيعه: أصرخُ وأنتظرُ صيحةَ «لَـبّيك!»). نعم، أعرف: لا أحدَ... ولا أحد....
لا إلى عرسٍ مضيتُ، ولا إلى عرسٍ أحلمُ أن أمضي. الآن، إذْ لم يبقَ بابٌ إلاّ وأقفلتُهُ في وجهِ نفسي، ها أنا مَشفِيٌّ من عِلّةِ الأمل. ها أنا راضٍ ــ راضٍ كالأمواتِ ــ وحرٌّ...حرٌّ، وعلى أَتَـمِّ...
ما من كابوسٍ إلاّ ونجوتُ منه. دائماً، في اللحظةِ الأخيرة، وعلى بُعدِ شهقةٍ صغيرةٍ من الهاوية، وحيثُ أصيرُ على يقينٍ من ألاّ مَهربَ إلاّ إلى الحياة، أستنجدُ بأحلامِ قلبي وأُقرّرُ أنْ أطير. وهكذا، بلا...
مَن يشرحُ لي ضرورةَ أن أنام؟ من يشرح لي ضرورةَ أن أستيقظ؟ من يشرح لي ضرورةَ الربيعِ والصيفِ وشروقِ الشمس؟ من يشرحُ ضرورةَ الكراهيةِ، والمحبّة، والجوعِ (كلِّ جوع)، والجمالِ، والندمِ، والشجاعةِ،...