أنا أصغرُ مِن أن أُرى، وأقلُّ شأناً من أنْ أُسمَع. مع ذلك
ها أنا أُلقي بزجاجةِ صراخيَ في البحر وأنتظرُ الردّ
(ذلك كلُّ ما أستطيعه: أصرخُ وأنتظرُ صيحةَ «لَـبّيك!»).
نعم، أعرف: لا أحدَ... ولا أحد.
لكنْ، لا يهمّ.
لتعزيةِ نفسي، وهذا من واجبي على ما أظنّ، سألقي بها وأفكّر:
في زمنٍ ما سيأتي أحفادٌ آخرون، أو ربما أحفادُ أحفادٍ آخرين،
يشمّون رائحةَ خوفي، ويَتعقّبون أصداءَ الصرخة.
وأيضاً أعرفُ: لا جدوى ولا جدوى.
لكنْ ما الذي يمكنني فعلهُ غير ذلك؟
أنا ما أنا عليه لا أكثر:
وُلِدتُ مذعوراً... وفي فمي صرخة.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا